الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ضأل

                                                          ضأل : الضئيل : الصغير الدقيق الحقير . والضئيل : النحيف ، والجمع ضؤلاء وضئال ; قال النابغة الجعدي :


                                                          لا ضئال ولا عواوير حما لون ، يوم الخطاب ، للأثقال

                                                          والأنثى ضئيلة ، وقد ضؤل ضآلة وتضاءل ; قال أبو خراش :


                                                          وما بعد أن قد هدني الدهر هدة     تضال لها جسمي ، ورق لها عظمي

                                                          أراد تضاءل فحذف ، وروى أبو عمرو تضاءل لها ، بالإدغام . والمضطئل : الضئيل ; قال :


                                                          رأيتك يا ابن قرمة حين تسمو     مع القرمين ، تضطئل المقاما

                                                          أراد تضطئل للمقام فحذف وأوصل ، وفي التهذيب : مضطئل المقام . وضاءل شخصه : صغره ; قال زهير :


                                                          فبينا نذود الوحش ، جاء غلامنا     يدب ويخفي شخصه ، ويضائله

                                                          وتضاءل الرجل : أخفى شخصه قاعدا وتصاغر . وفي الحديث : إن العرش على منكب إسرافيل وإنه ليتضاءل من خشية الله حتى يصير مثل الوصع ; يريد يتصاغر ويدق تواضعا . أبو زيد : ضؤل رأيه ضآلة إذا صغر وفال رأيه . ورجل متضائل أي شخت ; وقال العجير السلولي ، وقيل زينب أخت يزيد بن الطثرية :


                                                          فتى قد قد السيف لا متضائل     ولا رهل لباته وبآدله

                                                          وقال مالك بن نويرة :


                                                          نعد الجياد الحو والكمت كالقنا     وكل دلاص نسجها متضائل

                                                          أي دقيق . ورجل ضؤلة أي نحيف . وتضاءل الشيء إذا تقبض وانضم بعضه إلى بعض . وفي حديث عمر : قال للجني : إني أراك ضئيلا شخيتا . وفي حديث الأحنف : إنك لضئيل أي نحيف ضعيف . واستعمل أبو حنيفة التضاؤل في البقل فقال : إن الكرنب إذا كان إلى جنب الحبلة تضاءل منها وذل وساءت حاله . وهو عليه ضؤلان أي كل . وحسبه عليه ضؤلان إذا عيب به ; وأنشد ابن جني :


                                                          أنا أبو المنهال بعض الأحيان     ليس علي حسبي بضؤلان

                                                          أراد بضئيل أي القائم مقامه والمغني غناءه ، وأعمل في الظرف معنى التشبيه أي : أشبه أبا المنهال في بعض الأحيان ، وأنا مثل أبي المنهال . أبو منصور : ضؤل الرجل يضؤل ضآلة وضئولة إذا فال رأيه ، وضؤل ضآلة إذا صغر . وقال الليث : الضئيل نعت للشيء في ضعفه وصغره ودقته ، وجمعه ضؤلاء وضئيلون ، والأنثى ضئيلة . والضئولة : الهزال . الجوهري : رجل ضئيل الجسم إذا كان صغير الجسم نحيفا . والضئيلة : الحية الدقيقة . المحكم : الضئيلة حية كأنها أفعى . والضئيلة : اللهاة ; عن ثعلب .

                                                          ضأن : الضائن من الغنم : ذو الصوف ، ويوصف به فيقال : كبش ضائن ، والأنثى ضائنة . والضائن : خلاف الماعز ، والجمع الضأن والضأن مثل المعز والمعز . والضئين والضئين : تميمية . والضين والضين ، غير مهموزين ; عن ابن الأعرابي : كلها أسماء لجمعهما ، فالضأن كالركب ، والضأن كالقعد ، والضئين كالغزي والقطين ، والضئين داخل على الضئين ، أتبعوا الكسر الكسر ، يطرد هذا في جميع حروف الحلق إذا كان المثال فعلا أو فعيلا ، وأما الضين والضين فشاذ نادر ، لأن ضائنا صحيح مهموز ، والضين والضين معتل غير مهموز ، وقد حكي في جمع الضأن أضؤن ; وقوله أنشده يعقوب في المقلوب :


                                                          إذا ما دعا نعمان آضن سالم     علن ، وإن كانت مذانبه حمرا

                                                          أراد : أضؤنا ، فقلب ، ودعاؤه أن يكثر الحشيش فيه فيصير فيه الذباب ، فإذا ترنم سمع الرعاء صوته فعلموا أن هناك روضة فساقوا إبلهم ومواشيهم إليها فرعوا منها ، فذلك دعاء نعمان إياهم . قال أبو [ ص: 7 ] الهيثم : جمع الضائن : ضأن ، كما يقال ماعز ومعز ، وخادم وخدم ، وغائب وغيب ، وحارس وحرس ، وناهل ونهل . قال : والضان أصله ضأن ، فخفف . والضأن : جمع الضائن ، ويجمع الضئين ، والأنثى ضائنة ، والجمع ضوائن . وفي حديث شقيق : مثل قراء هذا الزمان كمثل غنم ضوائن ذات صوف عجاف ; الضوائن جمع ضائنة وهي الشاة من الغنم خلاف المعز . ومعزى ضئنية : تألف الضأن ، وسقاء ضئني على ذلك اللفظ إذا كان من مسك ضائنة وكان واسعا ، وكل ذلك من نادر معدول النسب ; أنشد ابن الأعرابي :


                                                          إذا ما مشى وردان واهتزت استه     كما اهتز ضئني لفرعاء يؤدل

                                                          عنى بالضئني هذا النوع من الأسقية . التهذيب : الضئني السقاء الذي يمخض به الرائب ، يسمى ضئنيا إذا كان ضخما من جلد الضأن ; قال حميد :


                                                          وجاءت بضئني كأن دويه     ترنم رعد جاوبته الرواعد

                                                          وأضأن القوم : كثر ضأنهم . ويقال : اضأن ضأنك وامعز معزك أي اعزل ذا من ذا . وقد ضأنتها أي عزلتها . ورجل ضائن إذا كان ضعيفا ، ورجل ماعز إذا كان حازما مانعا ما وراءه . ورجل ضائن : لين كأنه نعجة ، وقيل : هو الذي لا يزال حسن الجسم مع قلة طعم ، وقيل : هو اللين البطن المسترخيه . ويقال : رملة ضائنة ، وهي البيضاء العريضة ; وقال الجعدي :


                                                          إلى نعج من ضائن الرمل أعفرا

                                                          وفي حديث أبي هريرة : قال له أبان بن سعيد : وبر تدلى من رأس ضال ; ضال ، بالتخفيف : مكان أو جبل بعينه ، يريد به توهين أمره ، وتحقير قدره ، ويروى بالنون ، وهو أيضا جبل في أرض دوس ، وقيل : أراد به الضأن من الغنم ، فتكون ألفه همزة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية