الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ضبأ

                                                          ضبأ : ضبأ بالأرض يضبأ ضبأ وضبوءا وضبأ في الأرض ، وهو ضبيء : لطئ واختبأ ، والموضع : مضبأ . وكذلك الذئب إذا لزق بالأرض أو بشجرة أو استتر بالخمر ليختل الصيد . ومنه سمي الرجل ضابئا ، وهو ضابئ بن الحارث البرجمي . وقال الشاعر في الضابئ المختبئ الصياد :


                                                          إلا كميتا ، كالقناة وضابئا بالفرج بين لبانه ويده

                                                          يصف الصياد أنه ضبأ في فروج ما بين يدي فرسه ليختل به الوحش ، وكذلك الناقة تعلم ذلك ، وأنشد :


                                                          لما تفلق عنه قيض بيضته     آواه في ضبن مضبإ به نضب

                                                          قال : والمضبأ : الموضع الذي يكون فيه . يقال للناس : هذا مضبؤكم أي موضعكم ، وجمعه مضابئ . وضبأ : لصق بالأرض . وضبأت به الأرض ، فهو مضبوء به إذا ألزقه بها . وضبأت إليه : لجأت . وأضبأ على الشيء إضباء : سكت عليه وكتمه ، فهو مضبئ عليه . ويقال : أضبأ فلان على داهية مثل أضب . وأضبأ على ما في يديه : أمسك . اللحياني : أضبأ على ما في يديه ، وأضبى ، وأضب إذا أمسك ، وأضبأ القوم على ما في أنفسهم إذا كتموه . وضبأ : استخفى . وضبأ منه : استحيا . أبو عبيد : اضطبأت منه أي استحييت ، رواه بالباء عن الأموي . وقال أبو الهيثم : إنما هو اضطنأت ، بالنون ، وهو مذكور في موضعه . وقال الليث : الأضباء : وعوعة جرو الكلب إذا وحوح ، وهو بالفارسية فحنحه . قال أبو منصور : هذا خطأ وتصحيف ، وصوابه : الأصياء ، بالصاد ، من صأى يصأى ، وهو الصئي . وروى المنذري بإسناده عن ابن السكيت عن العكلي : أن أعرابيا أنشده :


                                                          فهاءوا مضابئة ، لم يؤل     بادئها البدء ، إذ تبدؤه

                                                          قال ابن السكيت : المضابئة : الغرارة المثقلة تضبئ من يحملها تحتها أي تخفيه . قال : وعنى بها هذه القصيدة المبتورة . وقوله : لم يؤل أي لم يضعف . بادئها : قائلها الذي ابتدأها . وهاءوا أي هاتوا . وضبأت المرأة إذا كثر ولدها ، قال أبو منصور : هذا تصحيف ، والصواب ضنأت المرأة ، بالنون والهمزة ، إذا كثر ولدها . والضابئ : الرماد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية