الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 266 ] التميمي

                                                                                      مفتي سبتة القاضي أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حسن التميمي المغربي السبتي المالكي .

                                                                                      أخذ عن أبي محمد المسيلي ، ولازمه ، وعن أبي عبد الله بن العجوز .

                                                                                      وسمع " صحيح البخاري " بالمرية على ابن المرابط ، وأخذ بقرطبة عن عبد الملك بن سراج ، ومحمد بن فرج الطلاعي ، وأبي علي الغساني .

                                                                                      وكان حسن العقل ، مليح السمت ، متجملا نبيلا ، تفقه به أهل بلده ، وكان يسمى الفقيه العاقل ، تفقه به أبو محمد بن شبونة ، والقاضي عياض ، وأبو بكر بن صلاح .

                                                                                      رحل إليه الناس من النواحي ، وبعد صيته ، واشتهر ذكره ، وتخرج به أئمة ، وكان دينا ، سريع الدمعة ، مؤثرا للطلبة ، بني جامع سبتة ، وعزل نفسه من القضاء بأخرة ، ثم طلبوه ، وولوه قضاء فاس ، فلم تعجبه الغربة ، فرجع إلى وطنه ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسمائة قال ذلك تلميذه أبو عبد الله محمد بن حمادة الفقيه ، وبالغ في تعظيمه ، بحيث إنه قال : كان إمام المغرب في وقته ، ولم يكن في قطر من الأقطار منذ يحيى بن يحيى الأندلسي من حمل الناس عنه أكثر منه ، ولا أكثر نجابة من أصحابه .

                                                                                      قلت : عاش سبعا وسبعين سنة ، ضبط القاضي مولده في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وأخرج عنه في " الشفاء " .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية