الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا: مجنون وازدجر

                                                                                                                                                                                                                                      كذبت قبلهم قوم نوح شروع [ ص: 169 ] في تعداد بعض ما ذكر من الأنباء الموجبة للازدجار ونوع تفصيل لها وبيان لعدم تأثرهم بها تقريرا لفحوى قوله تعالى: فما تغن النذر أي: فعل التكذيب قبل تكذيب قومك قوم نوح، وقوله تعالى: فكذبوا عبدنا تفسير لذلك التكذيب المبهم كما في قوله تعالى: ونادى نوح ربه فقال رب ...إلخ وفيه مزيد تقرير وتحقيق للتكذيب، وقيل: معناه: كذبوه تكذيبا إثر تكذيب كلما خلا منهم قرن مكذب جاء عقيبه قرن آخر مكذب مثله، وقيل: كذبت قوم نوح الرسل فكذبوا عبدنا لأنه من جملتهم وفي ذكره عليه الصلاة والسلام بعنوان العبودية مع الإضافة إلى نون العظمة تفخيم له عليه الصلاة السلام ورفع لمحله وزيادة تشنيع لمكذبيه. وقالوا مجنون أي: لم يقتصروا على مجرد التكذيب بل نسبوه إلى الجنون. وازدجر عطف على "قالوا" أي: وزجر عن التبليغ بأنواع الأذية، وقيل: هو من جملة ما قالوه أي: هو مجنون وقد ازدجرته الجن وتخبطته.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية