الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4836 [ ص: 620 ] ما قالوا فيمن يبدأ به في الأعطية

                                                                                ( 1 ) حدثنا زيد بن الحباب قال ثنا القاسم بن معن عن جعفر عن أبيه أن عمر أراد أن يفرض للناس ، وكان رأيه خيرا من رأيهم ، فقالوا : ابدأ بنفسك ، فقال : لا ، فبدأ بالأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرض للعباس ثم علي حتى والى بين خمس قبائل حتى انتهى إلى بني عدي بن كعب .

                                                                                ( 2 ) حدثنا وكيع قال ثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب الناس في الجابية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : من أحب أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب ، ومن أحب أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، ومن أحب أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل ، ومن أحب أن يسأل عن المال فليأتني ، فإن الله جعلني خازنا وقاسما ألا وإني بادئ بالمهاجرين الأولين أنا وأصحابي فنعطيهم ثم بادئ بالأنصار الذين تبوءوا الدار والإيمان فنعطيهم ، ثم بادئ بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فنعطيهن ، فمن أسرعت به الهجرة أسرع به العطاء ، ومن أبطأ عن الهجرة أبطأ به العطاء ، فلا يلومن أحدكم إلا مناخ راحلته .

                                                                                ( 3 ) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني موسى بن عبيدة قال حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، وكان جده من المهاجرين ، عن أبي هريرة أنه وفد إلى صاحب البحرين ، قال : فبعث معي بثمانمائة ألف درهم إلى عمر بن الخطاب فقدمت عليه ، فقال : ما جئتنا به يا أبا هريرة ؟ فقلت : بثمانمائة ألف درهم ، فقال : أتدري ما تقول ؟ إنك أعرابي ، قال : فعددتها عليه بيدي حتى وفيت ، قال : فدعا المهاجرين فاستشارهم في المال فاختلفوا عليه ، فقال : ارتفعوا عني ؛ حتى إذا كان عند الظهيرة أرسل إليهم فقال : إني لقيت رجلا من أصحابي فاستشرته ، فلم ينتشر عليه رأيه فقال : ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فقسمه عمر على كتاب الله .

                                                                                ( 4 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جعفر عن أبيه قال : لما وضع عمر بن الخطاب [ ص: 621 ] الدواوين ، استشار الناس فقال : بمن أبدأ ؟ قال : ابدأ بنفسك ؟ قال : لا ، ولكني أبدأ بالأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ بهم .

                                                                                ( 5 ) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي قال ثنا حبان عن مجاهد عن الشعبي أن عمر أتي من جلولاء بسبعة آلاف ألف ففرض العطاء فاستشار في ذلك فقال عبد الرحمن بن عوف : ابدأ بنفسك ، فأنت أحق بذلك ، قال لا ، بل أبدأ بالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا حتى ينتهي ذلك إلي ، قال : فبدأ ففرض لعلي في خمسة آلاف ثم لبني هاشم ممن شهد بدرا ثم لمواليهم ثم لحلفائهم ثم الأقرب فالأقرب حتى ينتهي ذلك إلي .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية