الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4838 ( 60 ) ما يوصي به الإمام الولاة إذا بعثهم

                                                                                ( 1 ) حدثنا أبو أسامة عن عبد الله بن الوليد عن عاصم بن أبي النجود عن ابن خزيمة بن ثابت قال : كان عمر إذا استعمل رجلا أشهد عليه رهطا من الأنصار وغيرهم ، قال : يقول : إني لم أستعملك على دماء المسلمين ولا على أعراضهم ، ولكني استعملتك عليهم لتقسم بينهم بالعدل وتقيم فيهم الصلاة ، واشترط عليه أن لا يأكل نقيا ولا يلبس رقيقا ولا يركب برذونا ولا يغلق بابه دون حوائج الناس [ ص: 626 ]

                                                                                ( 2 ) حدثنا ابن علية عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي فراس قال : خطب عمر بن الخطاب فقال : ألا إني والله ما أبعث إليكم عمالا ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ، ولكن أبعثهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم ، فمن فعل به سوى ذلك فليرفعه إلي ، فوالذي نفسي بيده لأقصنه منه ، فوثب عمرو بن العاص فقال : يا أمير المؤمنين ، أرأيتك إن كان رجل من المسلمين على رعية فأدب بعض رعيته إنك لمقصه منه ؟ قال : أي والذي نفس عمر بيده لأقصنه منه ، أنا لا أقصه منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه ؟ ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ، ولا تمنعوهم من حقوقهم فتكفروهم ، ولا تجمروهم فتفتنوهم ، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم .

                                                                                ( 3 ) حدثنا ابن علية عن الجريري عن أبي عثمان قال : كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري أن اقطعوا الركب ، وانزوا على الخيل نزوا ؛ وألقوا الخفاف ، وخذوا النعال ، وألقوا السراويلات ، واتزروا وارموا الأغراض ، وعليكم بلبس المعدية ، وإياكم وهدي العجم ، فإن شر الهدي هدي العجم .

                                                                                ( 4 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا قال : اغزوا في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا .

                                                                                ( 5 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا هشام بن سعد قال : سمعت زيد بن أسلم يذكر عن أبيه قال : رأيت عمر بن الخطاب استعمل مولاه هنيا على الحمى ، قال : فرأيته يقول هكذا : ويحك يا هني ، ضم جناحك عن الناس ، واتق دعوة المظلوم ، فإن دعوة المظلوم [ ص: 627 ] مجابة وأدخل رب الصريمة والغنيمة ، ودعني من نعم ابن عفان وابن عوف ، فإن ابن عوف وابن عفان إن هلكت ماشيتهما رجعا إلى المدينة إلى نخل وزرع ، وإن هذا المسكين إن هلكت ماشيته جاءني يصيح ، يا أمير المؤمنين ، فالماء والكلأ أهون علي من أن أغرم ذهبا وورقا ، والله والله والله ، إنها لبلادهم في سبيل الله قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام ، ولولا هذا النعم الذي يحمل عليه في سبيل الله ما حميت على الناس من بلادهم شيئا .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية