الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح فيه قولان: أحدهما: إن تستنصروا الله ، فالفتح النصر ، فقد جاءكم فضل الله بنصرنا ، حكاه ابن الأنباري. والثاني: معناه إن تستنصروا الله ، والفتح النصر ، فقد جاءكم نصر الله لنا عليكم ، وفي هذا الخطاب قولان. أحدهما: أنه خطاب للمشركين لأنهم استنصروا يوم بدر بأن قالوا: اللهم أقطعنا للرحم وأظلمنا لصاحبه فانصره عليه ، فنصر الله تعالى نبيه والمسلمين عليهم. [ ص: 306 ] ثم قال وإن تنتهوا فهو خير لكم لأن الاستنصار كان عليهم لا لهم. وإن تعودوا نعد فيه وجهان: أحدهما: وإن تعودوا إلى مثل هذا التكذيب نعد إلى مثل هذا التصديق. والثاني: وإن تعودوا إلى مثل هذا الاستفتاح نعد إلى مثل هذا النصر. والقول الثاني: أنه خطاب للمؤمنين نصرهم الله تعالى يوم بدر حين استنصروه وإن تنتهوا فهو خير لكم يعني عما فعلتموه في الأسرى والغنيمة. وإن تعودوا نعد فيه وجهان: أحدهما: وإن تعودوا إلى الطمع نعد إلى المؤاخذة.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: وإن تعودوا إلى مثل ما كان منكم في الأسرى والغنيمة نعد إلى الإنكار عليكم. [ ص: 306 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية