الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم ( 17 ) عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم ( 18 ) )

يقول تعالى ذكره : وإن تنفقوا في سبيل الله ، فتحسنوا فيها النفقة ، وتحتسبوا بإنفاقكم الأجر والثواب يضاعف ذلك لكم ربكم ، فيجعل لكم مكان الواحد سبع مائة ضعف إلى أكثر من ذلك مما يشاء من التضعيف ( يغفر لكم ذنوبكم ) فيصفح لكم عن عقوبتكم عليها مع تضعيفه نفقتكم التي تنفقون في سبيله ( والله شكور ) يقول : والله ذو شكر لأهل الإنفاق في سبيله ، بحسن الجزاء لهم على ما أنفقوا في الدنيا في سبيله ( حليم ) يقول : حليم عن أهل معاصيه بترك معاجلتهم بعقوبته ( عالم الغيب والشهادة ) يقول : عالم ما لا تراه أعين عباده ويغيب عن أبصارهم وما يشاهدونه فيرونه بأبصارهم ( العزيز ) يعني : الشديد في انتقامه ممن عصاه وخالف أمره ونهيه ( الحكيم ) في تدبيره خلقه ، وصرفه إياهم فيما يصلحهم .

آخر تفسير سورة التغابن

التالي السابق


الخدمات العلمية