الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ضغث

                                                          ضغث : الضغوث من الإبل : التي يشك في سنامها أبه طرق أم لا ؟ والجمع ضغث . وضغث السنام : عركه . وضغثها يضغثها ضغثا : لمسها ليتيقن ذلك . وقيل : الضغوث السنام المشكوك فيه ; عن كراع . والضغث : التباس الشيء بعضه ببعض . وناقة ضغوث ، مثل ضبوث : وهي التي يضغث الضاغث سنامها أي يقبض عليه بكفه ، أو يلمسه لينظر أسمينة هي أم لا ؟ وهي التي يشك في سمنها ، تضغث أبها طرق أم لا ؟ وفي حديث عمر : أنه طاف بالبيت فقال : اللهم إن كتبت علي إثما أو ضغثا فامحه عني ، فإنك تمحو ما تشاء ! قال شمر : الضغث من الخبر والأمر : ما كان مختلطا لا حقيقة له ; قال ابن الأثير : أراد عملا مختلطا غير خالص ، من ضغث الحديث إذا خلطه ، فهو فعل بمعنى مفعول ; ومنه قيل للأحلام الملتبسة : أضغاث . وقال الكلابي في كلام له : كل شيء على سبيله والناس يضغثون أشياء على غير وجهها ، قيل له : ما يضغثون ؟ قال : يقولون للشيء حذاء الشيء ، وليس به ; وقال : ضغث يضغث ضغثا بتا ، فقيل له : ما تعني بقولك بتا ؟ فقال : ليس إلا هو . وكلام ضغث وضغث : لا خير فيه ، والجمع أضغاث . وفي النوادر : يقال لنفاية المال وضعفانه : ضغاثة من الإبل وضغابة . وغثاية وغثاثة وقثاثة . وأضغاث أحلام الرؤيا : التي لا يصح تأويلها لاختلاطها ، والضغث : الحلم الذي لا تأويل له ، ولا خير فيه ، والجمع أضغاث . وفي التنزيل العزيز : قالوا أضغاث أحلام ; أي رؤياك أخلاط ، ليست برؤيا بينة ، وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ; أي ليس للرؤيا المختلطة عندنا تأويل ; لأنها لا يصح تأويلها . وقد أضغث الرؤيا ، وضغث الحديث : خلطه . ابن شميل : أتانا بضغث خبر ، وأضغاث من الأخبار أي ضروب منها ، وكذلك أضغاث الرؤيا : اختلاطها والتباسها . وقال مجاهد : أضغاث الرؤيا أهاويلها ، وقال غيره : سميت أضغاث أحلام ; لأنها مختلطة ، فدخل بعضها في بعض ، وليست كالصحيحة ، وهي ما لا تأويل له ، وقال الفراء في قوله : أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين : هو مثل قوله : أساطير الأولين . وقال غيره : أضغاث الأحلام ما لا يستقيم تأويله لدخول بعض ما رأى في بعض ، كأضغاث من بيوت مختلفة ، يختلط بعضها ببعض ، فلم تتميز مخارجها ، ولم يستقم تأويلها . والضغث : قبضة من قضبان مختلفة ، يجمعها أصل واحد مثل الأسل والكراث والثمام ; قال الشاعر :


                                                          كأنه ، إذا تدلى ، ضغث كراث

                                                          وقيل : هو دون الحزمة ، وقيل : هي الحزمة من الحشيش والثداء والضعة والأسل قدر القبضة ونحوها ، مختلطة الرطب باليابس ، وربما استعير ذلك في الشعر . وقال أبو حنيفة : الضغث كل ما ملأ الكف من النبات . وفي التنزيل العزيز : وخذ بيدك ضغثا فاضرب به . يقال : إنه كان حزمة من أسل ضرب بها امرأته ، فبرت يمينه . وفي حديث علي - عليه السلام - في مسجد الكوفة : فيه ثلاث أعين أنبتت بالضغث ; يريد به الضغث الذي ضرب به أيوب - عليه السلام - زوجته ، والجمع من ذلك كله : أضغاث . وضغث النبات : جعله أضغاثا . الفراء : الضغث ما جمعته من شيء ، مثل حزمة الرطبة ، وما قام على ساق واستطال ، ثم جمعته ، فهو ضغث . وقال أبو الهيثم : كل مجموع مقبوض عليه بجمع الكف ، فهو ضغث ، والفعل ضغث . وفي حديث ابن زميل : ( فمنهم الآخذ الضغث ) ; هو ملء اليد من الحشيش المختلط ، وقيل الحزمة منه ، وما أشبهه من البقول ; أراد : ومنهم من نال من الدنيا شيئا . وفي حديث ابن الأكوع : فأخذت سلاحهم فجعلته ضغثا ; أي حزمة . وفي حديث أبي هريرة : لأن يمشي معي ضغثان من نار أحب إلي من أن يسعى غلامي خلفي ; أي حزمتان من حطب ، فاستعارهما للنار ; يعني أنهما قد اشتعلتا وصارتا نارا . وضغث رأسه : صب عليه الماء ، ثم نفشه ، فجعله أضغاثا ليصل الماء إلى بشرته . وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - : كانت تضغث رأسها . الضغث : معالجة شعر الرأس باليد عند الغسل ، كأنها تخلط بعضه ببعض ليدخل فيه الغسول . والضاغث : الذي يختبئ في الخمر يفزع الصبيان بصوت يردده في حلقه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية