الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فبأي آلاء ربكما تكذبان يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام

                                                                                                                                                                                                                                      فبأي: آلاء ربكما تكذبان مع كثرة منافعها فإن الإخبار بما ذكر مما يزجركم عن [ ص: 183 ] الشر المؤدي إليه، وأما ما قيل: مما أنعم الله على عباده المؤمنين في هذا اليوم؟ فلا تعلق له بالمقام.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: يعرف المجرمون بسيماهم استئناف يجري مجرى التعليل لعدم السؤال قيل: يعرفون بسواد الوجوه وزرقة العيون، وقيل: بما يعلوهم من الكآبة والحزن. فيؤخذ بالنواصي والأقدام الجار والمجرور هو القائم مقام الفاعل يقال: أخذه إذا كان المأخوذ مقصودا بالأخذ، ومنه قوله تعالى: خذوا حذركم ونحوه وأخذ به إذا كان المأخوذ شيئا من ملابسات المقصود بالأخذ ومنه قوله تعالى: لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي وقول المستغيث: خذ بيدي أخذ الله بيدك أي: يجمع بين نواصيهم وأقدامهم في سلسلة من وراء ظهورهم، وقيل: تسحبهم الملائكة تارة تأخذ بالنواصي وتارة تأخذ بالأقدام.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية