الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 83 ] 487 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يدفع عن الإنسان بقوله حين يصبح وحين يمسي : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم

3073 - حدثنا يونس ، قال : أخبرني أنس بن عياض الليثي ، عن أبي مودود - قال أبو جعفر : وهو المديني - ، عن رجل - ، قال يونس : لا أعلمه إلا محمد بن كعب - ، عن أبان بن عثمان - ولم يتجاوز بعد به - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، ثلاث مرات ، لم تفجأه فاجئة بلاء حتى الليل ، ومن قال حين يمسي كان كذلك .

قال أبو جعفر : هكذا حدثناه يونس ، عن أنس على ما ذكرناه في هذا الإسناد .

[ ص: 84 ]

3074 - وحدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : حدثنا أسد بن موسى ، قال : حدثنا أنس بن عياض ، قال : حدثني أبو مودود ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبان بن عثمان ، عن عثمان رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قال : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، فقالها حين يمسي ، لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح ، وإن قالها حين يصبح لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي .

وإن أبان أصابه فالج ، فقيل له : أين ما كنت حدثتنا ؟ قال : والله ما كذبت ولا كذبت ، ولكني حين أراد الله عز وجل ما أرادني به أنساني ذلك الدعاء .

[ ص: 85 ]

3075 - حدثناه أيضا أحمد بن شعيب ، قال : أنبأنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا أنس بن عياض ، عن أبي مودود ، عن محمد بن كعب ، عن أبان بن عثمان ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله ، غير أنه لم يذكر ما فيه من أن أبان أصابه فالج إلى آخر الحديث .

قال أبو جعفر : قد روي هذا الحديث من غير طريق محمد بن كعب ، عن أبان بن عثمان [ ، عن أبيه ] ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

3076 - كما قد حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا أبو داود صاحب الطيالسة ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن أبان بن عثمان بن عفان ، قال : سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء .

[ ص: 86 ] قال : وكان أبان قد أصابه طرف من الفالج ، فجعل الرجل ينظر إليه ، فقال له أبان : لا تنظر ، أما إن الحديث كما حدثتك ، ولكن لم أقله يومئذ ليمضي قدر الله عز وجل .

قال أبو جعفر : فتأملنا هذا الحديث ، فوجدنا أولى ما حمل عليه وصرف معناه إليه المعنى الذي حملنا عليه الآثار التي رويناها في الباب الذي قبل هذا الباب ، وكان فيما ذكرنا فيه كفاية لنا عن الكلام في هذا الباب بالمعنى الذي ذكرنا أنه أولى المعاني به ، والله عز وجل نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية