الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الرجل يحتال بدينه على رجل فيموت المحيل قبل أن يقبض المحتال دينه فيريد غرماء المحيل أن يدخلوا على المحتال في غرمه قلت : أرأيت الرجل يحيل الرجل على أحد بما له عليه ، وللرجل الذي أحال عليه دين ، فمات الذي أحال وعليه دين من قبل أن يقتضي المحتال دينه ، أيكون لغرماء الذي [ ص: 127 ] أحال في هذا الدين الذي على المحتال عليه شيء ، أم يكون الرجل الذي احتال به أولى من غرماء المحيل وإن لم يكن قبضه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إذا أحاله على رجل وله على المحتال عليه دين ، فالمحال أولى بما على المحتال عليه ; لأنه قد صار يشبه البيع . ألا ترى أنه لا يرجع على الذي كان عليه الأصل بدينه ، إن توى ما على المحتال عليه فهو أولى به من غرماء الميت ; لأن الذي أحاله حين أحاله سقط ما كان على المحتال عليه من دين ، وصار ذلك الدين للذي أحيل عليه وحازه .

                                                                                                                                                                                      قلت : وهذا قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية