الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ضمم

                                                          ضمم : الضم : ضمك الشيء إلى الشيء ، وقيل : قبض الشيء إلى الشيء ، وضمه إليه يضمه ضما فانضم وتضام . تقول : ضممت هذا إلى هذا ، فأنا ضام وهو مضموم . الجوهري : ضممت الشيء إلى الشيء فانضم إليه وضامه . وفي حديث عمر : ( يا هني ضم جناحك عن الناس ) أي ألن جانبك لهم وارفق بهم . وفي حديث زبيب العنبري : ( أعدني عن رجل من جندك ضم مني ما حرم الله ورسوله ) ; أي أخذ من مالي وضمه إلى ماله . وضام الشيء الشيء : انضم معه . وتضام القوم إذا انضم بعضهم إلى بعض . وفي حديث الرؤية : ( لا تضامون في رؤيته ) ; يعني رؤية الله عز وجل ، أي لا ينضم بعضكم إلى بعض ، فيقول واحد لآخر أرنيه كما تفعلون عند النظر إلى الهلال ، ويروى : لا تضامون ، على صيغة ما لم يسم فاعله . قال ابن سيده : ولم أر ضام متعديا إلا فيه ، ويروى : تضامون ، من الضيم ، وهو مذكور في موضعه ; قال ابن الأثير : يروى هذا الحديث بالتشديد والتخفيف ، فالتشديد معناه لا ينضم بعضكم إلى بعض وتزدحمون وقت النظر إليه ، قال : ويجوز ضم التاء وفتحها على تفاعلون وتفاعلون ، ومعنى التخفيف لا ينالكم ضيم في رؤيته . فيراه بعضكم دون بعض . والضيم : الظلم فأما قول أبي ذؤيب :


                                                          فألفى القوم قد شربوا ، فضموا أمام القوم منطقهم نسيف

                                                          أراد أنهم اجتمعوا وضموا إليهم دوابهم ورحالهم ، فحذف المفعول ، وحذفه كثير . واضطممت الشيء : ضممته إلى نفسي ، واضطم فلان شيئا إلى نفسه ، وقال الأزهري في آخر الضاد والطاء والميم : وأما الاضطمام فهو افتعال من الضم . وفي الحديث : ( كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اضطم عليه الناس أعنق ) أي ازدحموا ، وهو افتعل من الضم ، فقلبت التاء طاء لأجل لفظة الضاد . وفي حديث أبي هريرة : ( فدنا الناس واضطم بعضهم إلى بعض ) . واضطمت عليه الضلوع أي اشتملت . والضمام : كل ما ضم به شيء إلى شيء وأصبح منضما أي ضامرا كأنه ضم بعضه إلى بعض . وضاممت الرجل : أقمت معه في أمر واحد منضما إليه . والإضمامة : جماعة من الناس ليس أصلهم واحدا ولكنهم لفيف ، والجمع الأضاميم ; وأنشد :

                                                          [ ص: 64 ]

                                                          حي أضاميم وأكوار نعم

                                                          ويقال للفرس : سباق الأضاميم أي الجماعات ; قال ابن بري : ومنه قول ذي الرمة :


                                                          والحقب ترفض منهن الأضاميم

                                                          وفي كتابه لوائل بن حجر : ( ومن زنى من ثيب فضرجوه بالأضاميم ) ; يريد الرجم ، والأضاميم : الحجارة ، واحدتها إضمامة . قال : وقد يشبه بها الجماعات المختلفة من الناس . وفي حديث يحيى بن خالد : ( لنا أضاميم من هاهنا وهاهنا ) أي جماعات ليس أصلهم واحدا كأن بعضهم ضم إلى بعض . والإضمامة من الكتب : ما ضم بعضه إلى بعض . الجوهري : الإضمامة من الكتب الإضبارة ، والجمع الأضاميم . يقال : جاء فلان بإضمامة من كتب . وفي حديث أبي اليسر : ( ضمامة من صحف ) أي حزمة ، وهي لغة في الإضمامة . والضم والضمام : الداهية الشديدة . قال أبو منصور : العرب تقول للداهية : صمي صمام ، بالصاد ، قال : وأحسب الليث رآه في بعض الصحف فصحفه وغير بناءه ، والضمضم مثله . وقال أبو حنيفة : إذا سلك الوادي بين أكمتين طويلتين سمي ذلك الموضع الموضع المضموم . والضماضم : من أسماء الأسد . وأسد ضماضم : يضم كل شيء ، وضمضمته : صوته ، وضمضم : من أسمائه . وضمضم : اسم رجل . ورجل ضمضم وضماضم : جريء ماض . وضمضم الرجل إذا شجع قلبه . والضماضم : الأكول النهم المستأثر ، وقيل : الكثير الأكل الذي لا يشبع . وضم على المال وضمضم : أخذه كله . الأموي : يقال للرجل البخيل الضرز ، بتشديد الزاي ، والضماضم والعضمر كله من صفة البخيل ، قال : وهو الصوتن على فعلن أيضا . ابن الأعرابي : الضمضم الجسيم الشجاع ، بالضاد ، والصمصم البخيل . النهاية في البخل ، بالصاد . وروي عن الحسن أنه قال : خباث كل عيدانك قد مضضنا فوجدنا عاقبته مرا ; يخاطب الدنيا . والضمضم : الغضبان ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية