الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بزم ]

                                                          بزم : البزم : شدة العض بالثنايا والرباعيات ، وقيل : هو العض بمقدم الفم ، وهو أخف العض ; وأنشد :


                                                          ولا أظنك ، إن عضتك بازمة من البوازم ، إلا سوف تدعوني .



                                                          بزم عليه يبزم بزما أي عض بمقدم أسنانه . والمبزم : السن لذلك ، وأهل اليمن يسمون السن البزم . أبو زيد : بزمت الشيء وهو العض بالثنايا دون الأنياب والرباعيات ، أخذ ذلك من بزم الرامي ، وهو أخذه الوتر بالإبهام والسبابة ثم يرسل السهم ، والكدم بالقوادم والأنياب . والبزم والمصر : الحلب بالسبابة والإبهام . وبزم الناقة يبزمها ويبزمها بزما : حلبها بالسبابة والإبهام فقط . والبزم : أن تأخذ الوتر بالسبابة والإبهام ثم ترسله . والبزم : صريمة الأمر . وهو ذو مبازمة أي ذو صريمة للأمر . وفلان ذو بازمة أي ذو صريمة للأمر ; قال ذو الرمة يصف فلاة أجهضت الركاب فيها أولادها :


                                                          بها مكفنة أكنافها قسب     فكت خواتيمها عنها الأبازيم .



                                                          بها : بهذه الفلاة أولاد إبل أجهضتها ، فهي مكنة في أغراسها ، فكت خواتيم رحمها عنها الأبازيم ، وهي أبازيم الأنساع . والبزمة وزن ثلاثين ، والأوقية أربعون ، والنش وزن عشرين . والبزمة الشدة . والبوازم : الشدائد واحدتها بازمة ; وأنشد لعنترة بن الأخرس :


                                                          خلوا مراعي العين ، إن سوامنا     تعود طول الحبس عند البوازم .



                                                          ويقال : بزمته بازمة من بوازم الدهر أي أصابته شدة من شدائده . وبزم بالعبء : نهض واستمر به . وبزمه ثوبه بزما : كبزه إياه ; عن كراع . والبزيم : الخوصة يشد بها البقل . الليث : البزيم وهو الوزيم حزمة من البقل ; وقول الشاعر :


                                                          وجاءوا ثائرين ، فلم يئوبوا     بأبلمة تشد على بزيم .



                                                          قال : فيروى بالباء والراء ، ويقال : هو باقة بقل ، ويقال : هو فضلة الزاد ، ويقال : هو الطلع يشق ليلقح ثم يشد بخوصة ; قال ابن بري : ويروى بالواو : تشد على وزيم . وهو يأكل البزمة والوزمة إذا كان يأكل وجبة أي مرة واحدة في اليوم والليلة . والبزيم : ما يبقى من المرق في أسفل القدر من غير لحم ، وقيل : هو الوزيم . والإبزيم والإبزام : الذي في رأس المنطقة وما أشبهه وهو ذو لسان يدخل فيه الطرف الآخر ، والجمع الأبازيم . وقال ابن شميل : الحلقة التي لها لسان يدخل في الخرق في أسفل المحمل ثم تعض عليها حلقتها ، والحلقة جميعا إبزيم ، وهو الجوامع تجمع الحوامل ، وهي الأوازم قد أزمن عليه . أراد بالمحمل حمائل السيف . والبزيم : خيط القلادة ; قال الشاعر :


                                                          هم ما هم في كل يوم كريهة     إذا الكاعب الحسناء طاح بزيمها .



                                                          وقال جرير في البعيث :


                                                          تركناك لا توفي بجار أجرته     كأنك ذات الودع أودى بزيمها .



                                                          قال ابن بري : الإبزيم حديدة تكون في طرف حزام السرج يسرج بها ، قال : وقد تكون في طرف المنطقة ; قال مزاحم :


                                                          تباري سديساها ، إذا ما تلمجت     شبا مثل إبزيم السلاح الموشل .



                                                          وقال العجاج :


                                                          يدق إبزيم الحزام جشمه .



                                                          وقال آخر :


                                                          لولا الأبازيم ، وإن المنسجا     ناهى عن الذئبة أن تفرجا .



                                                          ويقال للإبزيم أيضا : زرفين وزرفين ، ويقال للقفل أيضا : الإبزيم ; لأن الإبزيم هو إفعيل من بزم إذا عض ، ويقال أيضا : إبزين ، بالنون ، قال أبو دواد :


                                                          من كل جرداء قد طارت عتيقتها [ ص: 82 ]     وكل أجرد مسترخي الأبازين .



                                                          ويقال : إن فلانا لإبزيم ; أي بخيل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية