الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ضيح

                                                          ضيح : الضيح والضياح : اللبن الرقيق الكثير الماء ; قال خالد بن مالك الهذلي :


                                                          يظل المصرمون لهم سجودا ولو لم يسق عندهم ضياح



                                                          وفي التهذيب : الضياح اللبن الخاثر يصب فيه الماء ثم يجدح . وقد ضاحه ضيحا وضيحه تضييحا : مزجه حتى صار ضيحا ; قال ابن دريد : ضحته ممات وكل دواء أو سم يصب فيه الماء ثم يجدح ضياح ومضيح وقد تضيح . وضيحت الرجل : سقيته الضيح ، ويقال : ضيحته فتضيح ; الأزهري عن الليث : ولا يسمى ضياحا إلا اللبن . وتضيحه : تزيده . قال : والضياح والضيح عند العرب أن يصب [ ص: 75 ] الماء على اللبن حتى يرق ، سواء كان اللبن حليبا أو رائبا ; قال : وسمعت أعرابيا يقول : ضوح لي لبينة ، ولم يقل ضيح ، قال : وهذا مما أعلمتك أنهم يدخلون أحد حرفي اللين على الآخر ، كما يقال : حيضه وحوضه ، وتوهه وتيهه . الأصمعي : إذا كثر الماء في اللبن ، فهو الضيح والضياح ; وقال الكسائي : قد ضيحه من الضياح . وفي حديث عمار : ( إن آخر شربة تشربها ضياح ) ; الضياح والضيح ، بالفتح : اللبن الخاثر يصب فيه الماء ثم يخلط ، رواه يوم قتل بصفين وقد جيء بلبن فشربه ; ومنه حديث أبي بكر - رضي الله عنه - : ( فسقته ضيحة حامضة ) ; أي شربة من الضيح . وجاء بالريح والضيح ; عن أبي زيد ; الضيح إتباع للريح فإذا أفرد لم يكن له معنى ; وقال ابن دريد : العامة تقول : جاء بالضيح والريح ، وهذا ما لا يعرف ; وقال الليث : الضيح تقوية للفظ الريح ; قال الأزهري : وغيره لا يجيز الضيح ; قال أبو عبيد : معنى الضيح الشمس أي إنما جاء بمثل الشمس والريح في الكثرة ; وقال أبو عبيد : العامة تقول : جاء بالضيح والريح وليس الضيح بشيء ; وفي حديث كعب بن مالك : ( لو مات يومئذ عن الضيح والريح لورثه الزبير ) ; قال ابن الأثير : هكذا جاء في رواية ، والمشهور الضح ، وهو ضوء الشمس ، قال : وإن صحت الرواية ، فهو مقلوب من ضحى الشمس ، وهو إشراقها ; وقيل : الضيح قريب من الريح . وضاحت البلاد : خلت ; وفي دعاء الاستسقاء : ( اللهم ضاحت بلادنا ) ; أي خلت جدبا . والمتضيح : الذي يجيء آخر الناس في الورد ; وفي الحديث : ( من لم يقبل العذر ممن تنصل إليه ، صادقا كان أو كاذبا ، لم يرد علي الحوض إلا متضيحا ) ; التفسير لأبي الهيثم حكاه الهروي في الغريبين ; وقال ابن الأثير : معناه أي متأخرا عن الواردين يجيء بعد ما شربوا ماء الحوض إلا أقله ، فيبقى كدرا مختلطا بغيره كاللبن المخلوط بالماء ; وأنشد شمر :


                                                          قد علمت يوم وردنا سيحا     أني كفيت أخويها الميحا
                                                          فامتحضا وسقياني ضيحا



                                                          والمتضيح : موضع ; قال توبة :


                                                          تربع ليلي بالمضيح فالحمى



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية