الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون

                                                                                                                                                                                                فالق الحب والنوى : بالنبات والشجر ، وعن مجاهد : أراد الشقين اللذين في النواة والحنطة يخرج الحي من الميت : أي : الحيوان والنامي من النطف ، والبيض ، والحب ، والنوى ومخرج : هذه الأشياء الميتة من الحيوان والنامي .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : كيف قال : ومخرج الميت من الحي : بلفظ اسم الفاعل ، بعد قوله : يخرج الحي من الميت ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : عطفه على فالق الحب والنوى ، لا على الفعل ، ويخرج الحي من الميت : موقعه موقع الجملة المبينة ; لقوله : فالق الحب والنوى لأن فلق الحب والنوى بالنبات والشجر الناميين ، من جنس إخراج الحي من الميت ; لأن النامي في حكم [ ص: 375 ] الحيوان ; ألا ترى إلى قوله : ويحيي الأرض بعد موتها [الروم : 19] ذلكم الله أي : ذلكم المحي والمميت هو الله الذي تحق له الربوبية فأنى تؤفكون : فكيف تصرفون عنه ، وعن توليه إلى غيره .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية