الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ضيل

                                                          ضيل : الضال : السدر البري ، غير مهموز ، والضال من السدر : ما كان عذيا ، واحدته ضالة ، ومنه قول ابن ميادة :


                                                          قطعت بمصلال الخشاش يردها على الكره ، منها ضالة وجديل



                                                          يريد الخشاشة المتخذة من الضال . وأضيلت الأرض وأضالت إذا صار فيها الضال مثل أغيلت وأغالت . وفي الحديث : قال لجرير أين منزلك ؟ قال : بأكناف بيشة بين نخلة وضالة ; الضالة ، بتخفيف اللام : واحدة الضال ، وهو شجر السدر من شجر الشوك ، فإذا نبت على شط الأنهار قيل له العبري ، وألفه منقلبة عن الياء . وأضيل المكان وأضال : أنبت الضال ; عن أبي حنيفة عن الفراء ، وإليه ترك [ ص: 80 ] ابن جني ما وجده مضبوطا بخط جعفر بن دحية رجل من أصحاب ثعلب من الضأل مهموزا ، قال ابن جني : وأردت أن أحمله على الضئيل الذي هو الشخت لأن الضال هو السدر الجبلي ، والجبلي أرق عودا من النهري ، حتى وجدت بخط أبي إسحاق أضيل المكان ، فاطرحت ما وجدته بخط جعفر . قال أبو حنيفة : الضال ينبت في السهول والوعور ، وقوس الضال إذا بريت بريت جزلة ليكون أقوى لها ، وإنما يحتمل ذلك منها لخفة عودها ; قال الأعشى :


                                                          لاحه الصيف والغيار وإشفا     ق على سقبة ، كقوس الضال



                                                          وقول ساعدة بن جؤية :


                                                          كساها ضالة ثجرا     كأن ظباتها الورق



                                                          أراد سهاما بريت من ضالة ، يدل على ذلك قوله : ثجرا . وقال أبو حنيفة أيضا : الضال شجرة من الدق تكون بأطراف اليمن ترتفع قدر الذراع تنبت نبات السرو ، ولها برمة صفراء ذكية جدا تأتيك ريحها من قبل أن تصل إليها ، قال : وليست بضال السدر ; هكذا حكاه ; الضال شجرة فإما أن يكون مما قيل بالهاء وغير الهاء كحالة وحال ، وإما أن يريد بشجرة شجرا فوضع الواحد موضع الجمع . التهذيب : يقال : خرج فلان بضالته أي بسلاحه . والضالة : السلاح أجمع . يقال : إنه لكامل الضالة ، والأصل في الضالة النبال والقسي التي تسوى من الضال ; وقال بعض الأنصار : قال ابن بري وهو عاصم بن ثابت :


                                                          أبو سليمان وصنع المقعد     وضالة مثل الجحيم الموقد



                                                          أراد بالضالة السهام ، شبه نصالها في حدتها بنار موقدة ; قال ابن بري : وقد يعبر بالضالة عن النبل لأنها تعمل منها ; قال ساعدة بن جؤية :


                                                          أجرت بمخشوب صقيل وضالة     مباعج ثجر كلها أنت شائف



                                                          وفي حديث أبي هريرة : قال له أبان بن سعيد : وبر تدلى من رأس ضال ، هو بالتخفيف ، مكان أو جبل بعينه ، يريد به توهين أمره وتحقير قدره ; قال ابن الأثير : ويروى بالنون وهو أيضا جبل في أرض دوس ، وقيل : أراد به الضأن من الغنم فتكون ألفه همزة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية