الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن عيذون

                                                                                      ذو الوزارتين أبو محمد عبد المجيد بن عيذون ، وهو منسوب إلى [ ص: 599 ] جده لأمه عبد المجيد بن عبد الله بن عيذون الفهري الأندلسي ، اليابري النحوي ، الشاعر المفلق .

                                                                                      أخذ عن أبي الحجاج الأعلم ، وعاصم بن أيوب ، وأبي مروان بن سراج ، وله نظم فائق ، ومؤلف في الانتصار لأبي عبيد على ابن قتيبة ، وكان من بحور الآداب ، كتب الإنشاء للمتوكل بن الأفطس صاحب بطليوس وأشبونة ، وله فيهم مرثية باهرة أولها :

                                                                                      الدهر يفجع بعد العين بالأثر فما البكاء على الأشباح والصور

                                                                                      ثم تضعضع ، واحتاج ، وعمر ، فقال أبو بكر بن زهر : دخل علينا رجل رث الهيئة ، كأنه بدوي ، فقال : يا بني ، استأذن لي على الوزير أبي مروان ، فقلت : هو نائم ، فقال : ما هذا الكتاب ؟ قلت : وما سؤالك عنه ؟ ! هذا من كتاب الأغاني ، فقال : تقابله ؟ فقلت : ما هنا أصل .

                                                                                      قال : إني حفظته في الصغر ، فتبسمت ، فقال : فأمسك علي ، فأمسكت ، فو الله ما أخطأ شيئا ، وقرأ نحوا من كراسين ، فقمت مسرعا إلى أبي ، فخرج حافيا وعانقه ، وقبل يده واعتذر ، وسبني وهو يخفض عليه ، ثم حادثه ، ووهبه مركوبا ، ثم قلت : يا أبت ، من هذا ؟ قال : ويحك ! هذا أديب الأندلس ابن عيذون ، أيسر محفوظاته كتاب " الأغاني " .

                                                                                      [ ص: 600 ] توفي ابن عيذون بيابرة سنة سبع وعشرين وخمسمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية