الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1066 (باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد ) .

                                                                                                                              وفي النووي: (باب فضل الصلاة المكتوبة في جماعة، وفضل انتظار الصلاة، وكثرة الخطا إلى المساجد، وفضل المشي إليها ) .

                                                                                                                              (حديث الباب ) .

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 198 ج 5 المطبعة المصرية .

                                                                                                                              [حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. حدثنا عباد بن عباد. حدثنا عاصم عن أبي عثمان، عن أبي بن كعب؛ قال كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت في المدينة. فكان لا تخطئه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فتوجعنا له. فقلت: له يا فلان! لو أنك اشتريت حمارا يقيك من الرمضاء، ويقيك من هوام الأرض! قال: أما والله! ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم. قال فحملت به حملا، حتى أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم. فأخبرته. قال فدعاه، فقال له مثل ذلك. وذكر له أنه يرجو في أثره الأجر.

                                                                                                                              فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لك ما احتسبت"
                                                                                                                              .] .

                                                                                                                              [ ص: 230 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 230 ] (الشرح) .

                                                                                                                              (عن أبي بن كعب؛ قال: كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت في المدينة، فكان لا تخطئه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فتوجعنا له. فقلت له: يا فلان! لو أنك اشتريت حمارا يقيك من الرمضاء، ويقيك من هوام الأرض! قال: أما والله! ما أحب أن بيتي مطنب ) بفتح النون (ببيت محمد صلى الله عليه وسلم ) .

                                                                                                                              أي: ما أحب أنه مشدود بالأطناب، وهي "الحبال": إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                              بل أحب أن يكون بعيدا منه، لتكثير ثوابي وخطاي إليه.

                                                                                                                              (قال: فحملت به حملا، حتى أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم ) .

                                                                                                                              "الحمل" بكسر الحاء. قال عياض: معناه: أنه عظم علي، وثقل، واستعظمته، لبشاعة لفظه. وهمني ذلك .

                                                                                                                              وليس المراد به: الحمل على الظهر.

                                                                                                                              (فأخبرته. قال: فدعاه، فقال له مثل ذلك. وذكر له: أنه يرجو في أثره الأجر ) أي: في "ممشاه".

                                                                                                                              [ ص: 231 ] (فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لك ما احتسبت" ) .

                                                                                                                              أي: ما رجوت من الأجر الجزيل، والثواب الجميل.

                                                                                                                              وفي حديث جابر بن عبد الله: (فقال: "يا بني سلمة! دياركم تكتب آثاركم".

                                                                                                                              وفي آخر عنه: (أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد. قال: والبقاع خالية. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا بني سلمة! دياركم تكتب آثاركم" فقالوا: ما كان يسرنا أنا كنا تحولنا ) .

                                                                                                                              ومعناه: الزموا دياركم؛ فإنكم إذا لزمتموها كتبت آثاركم، وخطاكم الكثيرة إلى المسجد.

                                                                                                                              "وبنو سلمة، بكسر اللام، "قبيلة" معروفة من الأنصار. رضي الله عنهم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية