الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      دبيس

                                                                                      صاحب الحلة ، الملك نور الدولة أبو الأعز دبيس ابن الملك [ ص: 613 ] سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس الأسدي .

                                                                                      كان أديبا جوادا ممدحا ، من نجباء العرب ، ترامت به الأسفار إلى الأطراف ، وجال في خراسان ، واستولى على كثير من بلاد العراق ، وخيف من سطوته ، وحارب المسترشد بالله ، ثم فر من الحلة إلى صاحب ماردين نجم الدين ، وصاهره ، وصار إلى الشام ، وأمرها في شدة من الفرنج ، ثم رد إلى العراق ، وجرت له هناة ، ففر إلى سنجر صاحب خراسان ، فأقبل عليه ، ثم أمسكه من أجل الخليفة مدة ، ثم أطلقه ، فلحق بالسلطان مسعود ، فقتله غدرا بمراغة في ذي الحجة سنة تسع وعشرين ، وأراح الله الأمة منه ، فقد نهب وأرجف ، وفعل العظائم ، ولما هرب في خواصه ، قصد مري بن ربيعة أمير عرب الشام ، فهلكوا في البرية من العطش ، ومات عدة من مماليكه ، فحصل في حلة مكتوم بن حسان ، فبادر إلى متولي دمشق تاج الملوك ، فأخبره به ، فبعث خليلا ، فأحضروه إلى دمشق ، فاعتقله مكرما ، ثم أطلقه للأتابك زنكي ليطلق من أسره ولده سونج بن تاج الملوك ، وكان دبيس شيعيا كآبائه ، وله نظم جيد .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية