الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( السادس ) nindex.php?page=treesubj&link=18682_18866 : الكبر والعجب مذمومان شرعا وطبعا أما الشرع فقد علمت دليله .
وأما الطبع فقد علم أيضا مما مر ونزيدك أيضا وضوحا أن الكبر حركات شيطانية وخطرات نفسانية يتركب من رؤية قدره ، ونفوذ علمه وحكمته وقصور غيره من حاله ، ويورثه استكبارا عن الحق إذا طولب به ، وإقامة المعاذير لنفسه عند ظهور الحجة عليه ، والغيبة عن ربه ومولاه الذي هو رقيب عليه .
فلو لاحظ ذلك لذلت نفسه ، واعتدل كبره ، وصار عزة ; إذ معرفة الله تعالى وظهور صفات النفس غالبا لا يجتمعان ، اللهم إلا في ناقص البصيرة ، بحيث يبصر أمرا ويغيب عن آخر ، فقد يدخل عليه بسبب [ ص: 230 ] العمى ما يخلفه عن ذلك ، كما قاله الواسطي رحمه الله تعالى .
ولأن من علامات الكبر أن يطلب إقامة جاهه ، وكسر غيره ، والانتقام منه بغير حق ، ولا يذكر أحدا إلا انتقصه ، وذكر عيوبه ، ونسي فضائله ، وأظهر فضائل نفسه ، وكل هذا مذموم طبعا .
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وأبي داود وغيرهما عن عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=11198إن الله أوحى إلي أن تواضعوا ، حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد } .
قال شيخ الإسلام في اقتفاء الصراط المستقيم : فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين نوعي الاستطالة ; لأن المستطيل إن استطال بحق فهو المفتخر ، وإن استطال بغير حق فهو الباغي .