الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5004 (8) ومن سورة الأنفال وبراءة

                                                                                              [ 2875 ] عن أنس بن مالك قال : قال أبو جهل : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم - فنزلت : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون إلى قوله : ولكن أكثرهم لا يعلمون [ الأنفال : 33 - 34 ]

                                                                                              رواه البخاري (4648) ، ومسلم (2796) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (8) ومن سورة الأنفال وبراءة

                                                                                              ( قول أبي جهل " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) غلب على أبي جهل جهله فساء قوله وفعله ، انظر كيف غلبت عليه جهالته وشقوته فاستجيبت منه دعوته فجدل صريعا وسحب على وجهه إلى جهنم سحبا قصيفا ! حكي أن ابن عباس لقيه رجل من اليهود ، فقال اليهودي : ممن أنت ؟ قال : من قريش . قال : أنت من القوم الذين قالوا : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ؟ فهلا عليهم أن يقولوا : إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له ! إن هؤلاء قوم يجهلون . قال ابن عباس : وأنت يا إسرائيلي من القوم الذين لم تجف أرجلهم من بلل البحر الذي أغرق فيه فرعون وقومه وأنجي موسى وقومه حتى قالوا : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ! فقال لهم موسى : إنكم قوم تجهلون - فأطرق اليهودي مفحما .

                                                                                              [ ص: 348 ] و ( قوله : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم [ الأنفال : 33 ] ; أي : إكراما لك واحتراما لوجودك بينهم ، فإنك رحمة عامة للعالمين ونعمة خاصة للمؤمنين ، فلما نقله الله عنهم أوقع عذابه بهم .

                                                                                              و ( قوله : وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ; أي : وما كان الله مهلك جميعهم ومنهم من يستغفره . وقد اختلف في هذا الاستغفار ; فقال ابن عباس : كانوا يقولون في الطواف غفرانك . مجاهد : هو الإسلام . قتادة : لو استغفروا . السدي : في أصلابهم من يستغفره . الضحاك : فيهم من يصلي ولم يهاجر بعد . وأولاها قول ابن عباس ; لأن الاستغفار - وإن وقع من الفجار - يدفع به ضروب من الشرور والأضرار .

                                                                                              و ( قوله : وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام [ الأنفال : 34 ] ; أي : مستحقون العذاب لما ارتكبوا من القبائح والأسباب ، لكن أخره عنهم حلم الحليم ، وإن لكل أجل كتابا .




                                                                                              الخدمات العلمية