الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2051 - ذكر مناقب أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه

                                                                                            2052 - شجاعة أبي سفيان وحفر القبر قبل الموت

                                                                                            5157 - حدثنا محمد بن أحمد بن بطة ، ثنا الحسن بن الجهم ، ثنا الحسين بن الفرج ، ثنا محمد بن عمر قال : أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الرضاعة ، وابن عمه أرضعته حليمة أياما ، فكان يألف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عاداه وهجاه وهجا أصحابه ، فمكث عشرين سنة مغاضبا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يتخلف عن موضع تسير فيه قريش لقتال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما ذكر شخوص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة عام الفتح ألقى الله عز وجل في قلبه الإسلام ، فتلقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل نزوله الأبواء ، فأسلم هو وابنه جعفر ، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشهد فتح مكة وحنينا ، قال أبو سفيان : فلما لقينا العدو بحنين اقتحمت عن فرسي وبيدي السيف صلتا ، والله يعلم أني أريد الموت دونه وهو ينظر إلي ، فقال العباس : يا رسول الله ، هذا أخوك وابن عمك أبو سفيان بن الحارث فارض عنه ، قال : " قد فعلت ، يغفر الله له كل عداوة عادانيها " ثم التفت إلي فقال : " أخي لعمري " فقبلت رجله في الركاب ، قالوا : ومات أبو سفيان بن الحارث بالمدينة بعد أخيه نوفل بن الحارث بأربعة أشهر إلا ثلاثة عشر ليلة ، ويقال : مات سنة عشرين وصلى عليه عمر بن الخطاب ، وقبر في دار عقيل بن أبي طالب بالبقيع ، وهو الذي حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيام .

                                                                                            قد ذكرت إسلام أبي سفيان في فتح مكة فيما تقدم .

                                                                                            [ ص: 284 ]

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية