الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طحل

                                                          طحل : الطحال : لحمة سوداء عريضة في بطن الإنسان وغيره عن اليسار لازقة بالجنب ، مذكر ; صرح اللحياني بذلك ، والجمع طحل ، لا يكسر على غير ذلك . وطحل طحلا : عظم طحاله ، فهو طحل ، وطحل طحلا : شكا طحاله ; أنشد ابن بري للحرث بن مصرف :


                                                          أكويه ، إما أراد الكي معترضا [ ص: 95 ] كي المطني من النحز الطني الطحلا



                                                          وطحله يطحله طحلا وطحلا : أصاب طحاله ، فهو مطحول . ويقال : إن الفرس لا طحال له ، وهو مثل لسرعته وجريه ، كما يقال : البعير لا مرارة له أي لا جسارة له . وطحل الماء طحلا ، فهو طحل : فسد وتغيرت رائحته من حمأته . الأزهري : أبو زيد : ماء طحل أي كثير الطحلب . وماء طحل : كدر ; قال زهير :


                                                          يخرجن من شربات ، ماؤها طحل     على الجذوع ، يخفن الغم والغرقا



                                                          والطحل : الغضبان . والطحل : الملآن ; وأنشد :


                                                          ما إن يرود ولا يزال فراغه     طحلا ، ويمنعه من الأعيال



                                                          وكساء أطحل : على لون الطحال . ورماد أطحل إذا لم يكن صافيا . ابن سيده : الطحلة لون بين الغبرة والبياض بسواد قليل كلون الرماد ، ذئب أطحل وشاة طحلاء ، والفعل من ذلك كله طحل طحلا ، وجعل أبو عبيد الأطحل اسم اللون فقال : هو لون الرماد ، وأرى أبا حنيفة حكى نصل أطحل وشراب طاحل إذا لم يكن صافي اللون ، وكذلك غبار طاحل ; قال رؤبة :


                                                          وبلدة تكسى القتام الطاحلا



                                                          ابن الأعرابي : الطحل الأسود ، ويقال : فرس أخضر أطحل للذي يعلو خضرته قليل صفرة . الأزهري : ومن أمثال العرب ضيعت البكار على طحال ; يضرب مثلا لمن طلب حاجة إلى من أساء إليه ، وأصل ذلك أن سويد بن أبي كاهل هجا بني غبر في رجز له فقال :


                                                          من سره النيك بغير مال     فالغبريات على طحال
                                                          شواغرا ، يلمعن بالقفال



                                                          ثم إن سويدا أسر فطلب إلى بني غبر أن يعينوه في فكاكه فقالوا له : ضيعت البكار على طحال ، والبكار : جمع بكر وهو الفتي من الإبل ; الأزهري : طحال موضع وقد ذكره ابن مقبل فقال :


                                                          ليت الليالي ، يا كبيشة ، لم تكن     إلا كليلتنا بحزم طحال



                                                          وقال الأخطل فيه أيضا :


                                                          وعلا البسيطة فالشقيق بريق     فالضوج بين روية فطحال



                                                          الجوهري : وأطحل جبل بمكة يضاف إليه ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة ، يقال : ثور أطحل لأنه نزله . ابن سيده : أطحل اسم جبل ، ولم يخصه بمكة ولا بغيرها . وطحال : اسم كلب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية