الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طحن

                                                          طحن : الأزهري : الطحن الطحين المطحون ، والطحن الفعل ، والطحانة فعل الطحان . وفي إسلام عمر - رضي الله عنه - : فأخرجنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صفين له كديد ككديد الطحين ; ابن الأثير : الكديد التراب الناعم ، والطحين المطحون فعيل بمعنى مفعول . ابن سيده : طحنه يطحنه طحنا ، فهو مطحون وطحين ، وطحنه ; أنشد ابن الأعرابي :


                                                          عيشها العلهز المطحن بالفث ث ، وإيضاعها القعود الوساعا



                                                          والطحن ، بالكسر : الدقيق . والطاحونة والطحانة : التي تدور بالماء ، والجمع الطواحين . والطحان : الذي يلي الطحين ، وحرفته الطحانة . الجوهري : طحنت الرحى تطحن وطحنت أنا البر ، والطحن المصدر ، والطاحونة الرحى . وفي المثل : أسمع جعجعة ولا [ ص: 96 ] أرى طحنا . والطواحن : الأضراس كلها من الإنسان وغيره على التشبيه ، واحدتها طاحنة . الأزهري : كل سن من الأضراس طاحنة . وكتيبة طحون : تطحن كل شيء . والطحن : على هيئة أم حبين ، إلا أنها ألطف منها ، تشتال بذنبها كما تفعل الخلفة من الإبل ، يقول لها الصبيان : اطحني لنا جرابنا ، فتطحن بنفسها في الأرض حتى تغيب فيها في السهل ولا تراها إلا في بلوقة من الأرض . والطحن : ليث عفرين ; وقوله :


                                                          إذا رآني واحدا ، أو في عين     يعرفني ، أطرق إطراق الطحن



                                                          إنما عنى إحدى هاتين الحشرتين ; قال ابن بري : الرجز لجندل بن المثنى الطهوي . الأزهري : الطحنة دويبة كالجعل ، والجمع الطحن . قال : والطحن يكون في الرمل ، ويقال : إنه الحلك ولا يشبه الجعل ، وقال : قال أبو خيرة الطحن هو ليث عفرين مثل الفستقة ، لونه لون التراب يندس في التراب ; وقال غيره : هو على هيئة العظاية يشتال بذنبه كما تفعل الخلفة من الإبل ، وحكى الأزهري عن الأصمعي قال : الطحنة دابة دون القنفذ ، تكون في الرمل تظهر أحيانا وتدور كأنها تطحن ، ثم تغوص ، وتجتمع صبيان الأعراب لها إذا ظهرت فيصيحون بها : اطحني جرابا أو جرابين . ابن سيده : والطحنة دويبة صفيراء طرف الذنب حمراء ، ليست بخالصة اللون ، أصغر رأسا وجسدا من الحرباء ، ذنبها طول إصبع ، لا تعض . وطحنت الأفعى الرمل إذا رققته ودخلت فيه فغيبت نفسها وأخرجت عينها ، وتسمى الطحون . والطاحن : الثور القليل الدوران الذي في وسط الكدس . والطحانة والطحون : الإبل إذا كانت رفاقا ومعها أهلها ; قال اللحياني : الطحون من الغنم ثلثمائة ; قال ابن سيده : ولا أعلم أحدا حكى الطحون في الغنم غيره . الجوهري : الطحانة والطحون الإبل الكثيرة . والطحنة : القصير فيه لوثة ; عن الزجاجي . الأزهري عن ابن الأعرابي : إذا كان الرجل نهاية في القصر فهو الطحنة ; قال ابن بري : وأما الطويل الذي فيه لوثة فيقال له : عسقد . قال : وقال ابن خالويه : أقصر القصار الطحنة ، وأطول الطوال السمرطول . وحرب طحون : تطحن كل شيء . الأزهري : والطحون اسم للحرب ، وقيل : هي الكتيبة من كتائب الخيل إذا كانت ذات شوكة وكثرة ; قال الراجز :


                                                          حواه حاو ، طال ما استباثا     ذكورها والطحن الإناثا



                                                          الجوهري : الطحون الكتيبة تطحن ما لقيت ، قال : وحكى النضر عن الجعدي قال : الطاحن هو الراكس من الدقوقة التي تقوم في وسط الكدس . الجوهري : طحنت الأفعى ترحت واستدارت ، فهي مطحان ; قال الشاعر :


                                                          بخرشاء مطحان كأن فحيحها     إذا فزعت ، ماء هريق على جمر



                                                          والطحان إن جعلته من الطحن أجريته ، وإن جعلته من الطح أو الطحاء ، وهو المنبسط من الأرض ، لم تجره ; قال ابن بري : لا يكون الطحان مصروفا إلا من الطحن ، ووزنه فعال ، ولو جعلته من الطحاء لكان قياسه طحوان لا طحان ، فإن جعلته من الطح كان وزنه فعلان لا فعال .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية