الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طرد

                                                          طرد : الطرد : الشل ، طرده يطرده طردا وطردا وطرده ; قال :


                                                          فأقسم لولا أن حدبا تتابعت علي ، ولم أبرح بدين مطردا



                                                          حدبا : يعني دواهي ، وكذلك اطرده ; قال طريح :


                                                          أمست تصفقها الجنوب ، وأصبحت     زرقاء تطرد القذى بحباب



                                                          والطريد : المطرود من الناس ، وفي المحكم المطرود ، والأنثى طريد وطريدة ، وجمعهما معا طرائد . وناقة طريد ، بغير هاء : طردت فذهب بها كذلك ، وجمعها طرائد . ويقال : طردت فلانا فذهب ، ولا يقال : فاطرد . قال الجوهري : لا يقال : من هذا انفعل ولا افتعل إلا في لغة رديئة . والطرد : الإبعاد ، وكذلك الطرد ، بالتحريك . والرجل مطرود وطريد . ومر فلان يطردهم أي يشلهم ويكسؤهم . وطردت الإبل طردا وطردا أي ضممتها من نواحيها ، وأطردتها أي أمرت بطردها . وفلان أطرده السلطان إذا أمر بإخراجه عن بلده . قال ابن السكيت : أطردته إذا صيرته طريدا ، وطردته إذا نفيته عنك وقلت له : اذهب عنا . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : ( أطردنا المعترفين ) . يقال : أطرده السلطان وطرده أخرجه عن بلده ، وحقيقته أنه صيره طريدا . وطردت الرجل طردا إذا أبعدته ، وطردت القوم إذا أتيت عليهم وجزتهم . وفي حديث قيام الليل : ( هو قربة إلى الله تعالى ومطردة الداء عن الجسد ) ; أي أنها حالة من شأنها إبعاد الداء أو مكان يختص به ويعرف ، وهي مفعلة من الطرد . والطريد : الرجل يولد بعد أخيه فالثاني طريد الأول ; يقال : هو طريده . والليل والنهار طريدان ، كل واحد منهما طريد صاحبه ; قال الشاعر :


                                                          يعيدان لي ما أمضيا ، وهما معا     طريدان لا يستلهيان قراري



                                                          وبعير مطرد : وهو المتتابع في سيره ولا يكبو ; قال أبو النجم :


                                                          فعجت من مطرد مهدي



                                                          وطردت الرجل إذا نحيته . وأطرد الرجل : جعله طريدا ونفاه . ابن شميل : أطردت الرجل جعلته طريدا لا يأمن . وطردته : نحيته ثم يأمن . وطردت الكلاب الصيد طردا : نحته وأرهقته . قال سيبويه : يقال : طردته فذهب لا مضارع له من لفظه . والطريدة : ما طردت من صيد وغيره . وبلد طراد : واسع يطرد فيه السراب . ومكان طراد أي واسع . وسطح طراد : مستو واسع ; ومنه قول العجاج :


                                                          وكم قطعنا من خفاف حمس     غبر الرعان ورمال دهس
                                                          وصحصحان قذف كالترس     وعر ، نساميها بسير وهس
                                                          والوعس والطراد بعد الوعس



                                                          قوله : نساميها أي نغالبها . بسير وهس أي ذي وطء شديد . يقال : وهسه أي وطئه وطأ شديدا يهسه وكذلك وعسه ، وخرج فلان يطرد حمر الوحش . والريح تطرد الحصى والجولان على وجه الأرض ، وهو عصفها وذهابها بها . والأرض ذات الآل تطرد السراب طردا ; قال ذو الرمة :


                                                          كأنه ، والرهاء المرت يطرده     أغراس أزهر تحت الريح منتوج



                                                          واطرد الشيء : تبع بعضه بعضا وجرى . واطرد الأمر : استقام . واطردت الأشياء إذا تبع بعضها بعضا . واطرد الكلام إذا تتابع . واطرد الماء إذا تتابع سيلانه ; قال قيس بن الخطيم :


                                                          أتعرف رسما كاطراد المذاهب



                                                          أراد بالمذاهب جلودا مذهبة بخطوط يرى بعضها في إثر بعض فكأنها متتابعة ; وقول الراعي يصف الإبل واتباعها مواضع القطر :


                                                          سيكفيك الإله ومسنمات     كجندل لبن ، تطرد الصلالا



                                                          أي تتتابع إلى الأرضين الممطورة لتشرب منها فهي تسرع وتستمر إليها ، وحذف فأوصل الفعل وأعمله . والماء الطرد : الذي تخوضه الدواب لأنها تطرد فيه وتدفعه أي تتتابع . وفي حديث قتادة في الرجل يتوضأ بالماء الرمل والماء الطرد ; هو الذي تخوضه الدواب . ورمل متطارد : يطرد بعضه بعضا ويتبعه ; قال كثير عزة :


                                                          ذكرت ابن ليلى والسماحة ، بعدما     جرى بيننا مور النقا المتطارد



                                                          وجدول مطرد : سريع الجرية . والأنهار تطرد أي تجري . وفي حديث الإسراء : ( وإذا نهران يطردان ) ; أي يجريان وهما يفتعلان . وأمر مطرد : مستقيم على جهته . وفلان يمشي مشيا طرادا أي مستقيما . والمطاردة في القتال : أن يطرد بعضهم بعضا . والفارس يستطرد ليحمل عليه قرنه ثم يكر عليه ، وذلك أنه يتحيز في استطراده إلى فئته وهو ينتهز الفرصة لمطاردته ، وقد استطرد له وذلك ضرب من المكيدة . وفي الحديث : ( كنت أطارد حية ) ; أي أخدعها لأصيدها ، ومنه طراد الصيد . ومطاردة الأقران والفرسان وطرادهم : هو أن يحمل بعضهم على [ ص: 102 ] بعض في الحرب وغيرها . يقال : هم فرسان الطراد . والمطرد : رمح قصير تطعن به حمر الوحش ; وقال ابن سيده : المطرد ، بالكسر ، رمح قصير يطرد به ، وقيل : يطرد به الوحش . والطراد : الرمح القصير لأن صاحبه يطارد به . ابن سيده : والمطرد من الرمح ما بين الجبة والعالية . والطريدة : ما طردت من وحش ونحوه . وفي حديث مجاهد : ( إذا كان عند اطراد الخيل وعند سل السيوف أجزأ الرجل أن تكون صلاته تكبيرا ) . الاضطراد : هو الطراد ، وهو افتعال ، من طراد الخيل ، وهو عدوها وتتابعها ، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأصلية ضادا . والطريدة : قصبة فيها حزة توضع على المغازل والعود والقداح فتنحت عليها وتبرى بها ; قال الشماخ يصف قوسا :


                                                          أقام الثقاف والطريدة درأها     كما قومت ضغن الشموس المهامز



                                                          أبو الهيثم : الطريدة السفن وهي قصبة تجوف ثم يغفر منها مواضع فيتبع بها جذب السهم . وقال أبو حنيفة : الطريدة قطعة عود صغيرة في هيئة الميزاب كأنها نصف قصبة ، سعتها بقدر ما يلزم القوس أو السهم . والطريدة : الخرقة الطويلة من الحرير . وفي حديث معاوية : أنه صعد المنبر وبيده طريدة ; التفسير لابن الأعرابي حكاه الهروي في الغريبين . أبو عمرو : الجبة الخرقة المدورة وإن كانت طويلة فهي الطريدة . ويقال للخرقة التي تبل ويمسح بها التنور : المطردة والطريدة . وثوب طرائد ، عن اللحياني ، أي خلق . ويوم طراد ومطرد : كامل متمم ; قال :


                                                          إذا القعود كر فيها حفدا     يوما ، جديدا كله ، مطردا



                                                          ويقال : مر بنا يوم طريد وطراد أي طويل . ويوم مطرد أي طراد ; قال الجوهري : وقول الشاعر يصف الفرس :


                                                          وكأن مطرد النسيم ، إذا جرى     بعد الكلال ، خليتا زنبور



                                                          يعني به الأنف . والطرد : فراخ النحل ، والجمع طرود ; حكاه أبو حنيفة . والطريدة : أصل العذق . والطريد : العرجون . والطريدة : بحيرة من الأرض قليلة العرض إنما هي طريقة . والطريدة : شقة من الثوب شقت طولا . والطريدة : الوسيقة من الإبل يغير عليها قوم فيطردونها ; وفي الصحاح : وهو ما يسرق من الإبل . والطريدة : الخطة بين العجب والكاهل ; قال أبو خراش :


                                                          فهذب عنها ما يلي البطن ، وانتحى     طريدة متن بين عجب وكاهل



                                                          والطريدة : لعبة الصبيان ، صبيان الأعراب ، يقال لها : الماسة والمسة ، وليست بثبت ; وقال الطرماح يصف جواري أدركن فترفعن عن لعب الصغار والأحداث :


                                                          قضت من عياف والطريدة حاجة     فهن إلى لهو الحديث خضوع



                                                          وأطرد المسابق صاحبه : قال له : إن سبقتني فلك علي كذا . وفي الحديث : ( لا بأس بالسباق ما لم تطرده ويطردك ) . قال : الإطراد أن تقول : إن سبقتني فلك علي كذا ، وإن سبقتك فلي عليك كذا . قال ابن بزرج : يقال : أطرد أخاك في سبق أو قمار أو صراع فإن ظفر كان قد قضى ما عليه ، وإلا لزمه الأول والآخر . ابن الأعرابي : أطردنا الغنم وأطردتم أي أرسلنا التيوس في الغنم . قال الشافعي : وينبغي للحاكم إذا شهد الشهود لرجل على آخر أن يحضر الخصم ، ويقرأ عليه ما شهدوا به عليه وينسخه أسماءهم وأنسابهم ويطرده جرحهم فإن لم يأت به حكم عليه ; قال أبو منصور : معنى قوله : يطرده جرحهم أن يقول له : قد عدل هؤلاء الشهود ، فإن جئت بجرحهم وإلا حكمت عليك بما شهدوا به عليك ; قال : وأصله من الإطراد في السباق وهو أن يقول أحد المتسابقين لصاحبه : إن سبقتني فلك علي كذا ، وإن سبقت فلي عليك كذا ، كأن الحاكم يقول له : إن جئت بجرح الشهود وإلا حكمت عليك بشهادتهم . وبنو طرود : بطن وقد سمت طرادا ومطردا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية