الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا

                                                                                                          2629 حدثنا أبو كريب حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء وفي الباب عن سعد وابن عمر وجابر وأنس وعبد الله بن عمرو قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن مسعود إنما نعرفه من حديث حفص بن غياث عن الأعمش وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي تفرد به حفص [ ص: 318 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 318 ] قوله : ( إن الإسلام بدأ غريبا ) قال النووي في شرح مسلم : بدأ بالهمزة من الابتداء . قال القاضي عياض في قوله غريبا : روى ابن أبي أويس عن مالك -رحمه الله- تعالى أن معناه في المدينة وأن الإسلام بدأ بها غريبا وسيعود إليها : قال القاضي : وظاهر الحديث العموم وأن الإسلام بدأ في آحاد من الناس وقلة ، ثم انتشر فظهر ثم سيلحقه النقص والاختلال حتى لا يبقى إلا في آحاده وقلة أيضا كما بدأ ( فطوبى ) قال النووي : طوبى فعلى من الطيب قاله الفراء ، وقال : إنما جاءت الواو لضمة الطاء وأما معنى طوبى فاختلف المفسرون في معنى قوله تعالى : ( طوبى لهم ) فروي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن معناه فرح وقرة عين . وقال عكرمة : نعم ما لهم - وقال الضحاك : غبطة لهم . وقال قتادة : حسنى لهم . وقال إبراهيم : خير لهم وكرامة .

                                                                                                          وقال ابن عجلان : دوام الخير ، وقيل الجنة ، وقيل : شجرة في الجنة وكل هذه الأقوال محتملة في الحديث ، انتهى كلام النووي ( للغرباء ) أي المسلمين الذين في أوله وآخره لصبرهم على الأذى ، وقيل : المراد بالغرباء المهاجرون الذين هجروا إلى الله . قال القاري : والأظهر أنهم هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعده من سنته ، كما ورد مفسرا في حديث عمرو بن عوف يعني حديثه الآتي في هذا الباب . وقد صنف الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي في شرح هذا الحديث رسالة سماها " كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة " ، وقد طبعت بمصر وشاعت .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن سعد وابن عمر وجابر وأنس وعبد الله بن عمرو ) أما حديث سعد وهو ابن أبي وقاص فأخرجه أحمد ، وأما حديث ابن عمر فأخرجه مسلم ، وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني ، وأما حديث أنس فأخرجه ابن ماجه وأما حديث عبد الله بن عمرو فلينظر من أخرجه .

                                                                                                          [ ص: 319 ] قوله : ( هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث ابن مسعود ) وأخرجه ابن ماجه .

                                                                                                          قوله : ( وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي ) بضم الجيم وفتح المعجمة الكوفي مشهور بكنيته ثقة من الثالثة ، قتل في ولاية الحجاج على العراق .




                                                                                                          الخدمات العلمية