الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وتحرم العيادة والتهنئة والتعزية لهم ، كالتصدير والقيام ، وكمبتدع يجب هجره . وعنه يجوز ( و هـ ش ) وعنه : لمصلحة راجحة ، كرجاء إسلام ، اختاره شيخنا ، ومعناه اختيار الآجري ، وأنه قول العلماء : يعاد ويعرض عليه الإسلام .

                                                                                                          نقل أبو داود : إن كان يريد يدعوه للإسلام فنعم ، ويدعى بالبقاء ، وكثرة المال والولد ، زاد جماعة قاصدا كثرة الجزية . وقد كره الإمام أحمد الدعاء لكل أحد بالبقاء ونحوه ، لأنه شيء فرغ منه ، واختاره شيخنا ، ويستعمله ابن عقيل وغيره ، وذكره أصحابنا هنا ،

                                                                                                          روى أحمد والنسائي عن أبي الحسن مولى أم قيس بنت محصن عنها قالت : { توفي ابني فجزعت عليه فقلت للذي يغسله : لا تغسل ابني بالماء البارد فتقتله ، فانطلق عكاشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بقولها ، فتبسم فقال طال عمرها قالت : فلا أعلم امرأة عمرت ما عمرت . } أبو الحسن تفرد عنه يزيد بن أبي حبيب الإمام . ولمسلم من حديث أنس أنه عليه السلام قال ليتيمة كانت عند أم سليم { لقد كبرت لا كبر سنك } وأنها قالت لأم سليم وإن أم سليم ذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك وقال { يا أم سليم أتعلمين أني اشترطت على ربي فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر ، وأغضب كما يغضب البشر ، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة } ودعا لأنس بطول العمر . وأما قوله عليه السلام لأم حبيبة لما سألت أن يمتعها الله [ ص: 271 ] بزوجها عليه السلام وابنها وأخيها { إنك سألت الله لآجال مضروبة ، وآثار موطوءة ، وأرزاق مقسومة ، لا يعجل منها شيء قبل أجله ، ولا يؤخر منها شيء بعد أجله ، فلو سألت الله أن يعافيك من عذاب في النار وعذاب في القبر كان خيرا } رواه مسلم

                                                                                                          ، فلم ينه ولم يقل إن الدعاء لا أثر له في زيادة العمر ، وإنما أرشد إلى الأفضل لأنه عبادة .

                                                                                                          لكن روى أحمد وابن ماجه من حديث ثوبان { لا يرد القدر إلا الدعاء ، لا يزيد في العمر إلا البر } إسناده ثقات ، رواه الترمذي من حديث سلمان بإسناد جيد ، وقال : حسن غريب .

                                                                                                          ولم يكره أحمد : فداك أبي وأمي لأنه صلى الله عليه وسلم قاله في الصحيحين وغيرهما ، وكره : جعلني الله فداءك ، لما سبق .

                                                                                                          ولمسلم من حديث أبي سعيد { : إن وفد عبد القيس قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ، جعلنا الله فداءك ، وماذا يصلح لنا من الأشربة ؟ } والحديث وفداك بكسر الفاء وبالمد .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية