الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع

                                                                                                          2656 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة أخبرنا عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب قال سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان يحدث عن أبيه قال خرج زيد بن ثابت من عند مروان نصف النهار قلنا ما بعث إليه في هذه الساعة إلا لشيء سأله عنه فسألناه فقال نعم سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه وفي الباب عن عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وجبير بن مطعم وأبي الدرداء وأنس قال أبو عيسى حديث زيد بن ثابت حديث حسن

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرني عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب ) قال في التقريب : عمر بن سليمان بن عاصم بن عمر بن الخطاب ثقة من السادسة ويقال اسمه عمرو ( سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان ) بن عفان الأموي المدني ثقة مقل عابد من السادسة ( يحدث عن أبيه ) هو أبان بن عثمان بن عفان الأموي أبو سعيد وقيل أبو عبد الله مدني ثقة من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( نضر الله ) قال التوربشتي : النضرة الحسن والرونق يتعدى ولا يتعدى وروي مخففا ومثقلا ، انتهى . وقال النووي : التشديد أكثر . وقال الأبهري : روى أبو عبيدة بالتخفيف قال هو لازم ومتعد ، ورواه الأصمعي بالتشديد وقال المخفف لازم والتشديد للتعدية وعلى الأول للتكثير والمبالغة انتهى . والمعنى خصه الله بالبهجة والسرور لما رزق بعلمه ومعرفته من القدر [ ص: 348 ] والمنزلة بين الناس في الدنيا ونعمه في الآخرة حتى يرى عليه رونق الرخاء والنعمة ، ثم قيل إنه إخبار يعني جعله ذا نضرة ، وقيل دعاء له بالنضرة وهي البهجة والبهاء في الوجه من أثر النعمة ( فحفظه ) أي بالقلب أو بالكتابة ( فرب حامل فقه ) أي علم ( إلى من هو أفقه منه ) أي فرب حامل فقه قد يكون فقيها ولا يكون أفقه فيحفظه ويبلغه إلى من هو أفقه منه فيستنبط منه ما لا يفهمه الحامل أو إلى من يصير أفقه منه ، إشارة إلى فائدة النقل والداعي إليه . قال الطيبي : هو صفة لمدخول " رب " استغنى بها عن جوابها أي رب حامل فقه أداه إلى من هو أفقه منه ( ورب حامل فقه ليس بفقيه ) بين به أن راوي الحديث ليس الفقه من شرطه إنما شرطه الحفظ وعلى الفقيه التفهم والتدبر قاله المناوي .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وجبير بن مطعم وأبي الدرداء وأنس ) . أما حديث عبد الله بن مسعود فأخرجه الترمذي بعد هذا الحديث ، وأما حديث معاذ بن جبل فلينظر من أخرجه : وأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه أحمد وابن ماجه والطبراني في الكبير كذا في الترغيب ، وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الدارمي ، وأما حديث أنس فأخرجه ابن ماجه والطبراني في الأوسط . قوله : ( حديث زيد بن ثابت حديث حسن ) وأخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والدارمي وسكت عنه أبو داود ، ونقل المنذري تحسين الترمذي فأقره .




                                                                                                          الخدمات العلمية