الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( وأقوم قيلا )

                                                                                                                                                                                                                                            قوله تعالى : ( وأقوم قيلا ) فيه مسألتان :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : ( وأقوم قيلا ) قال ابن عباس : أحسن لفظا ، قال ابن قتيبة : لأن الليل تهدأ فيه الأصوات وتنقطع فيه الحركات ويخلص القول ، ولا يكون دون تسمعه وتفهمه حائل .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : قرأ أنس "وأصوب قيلا" ، فقيل له : يا أبا حمزة إنما هي : وأقوم قيلا, فقال أنس : وأصوب وأهيأ واحد ، قال ابن جني : وهذا يدل على أن القوم كانوا يعتبرون المعاني ، فإذا وجدوها لم يلتفتوا إلى الألفاظ ، ونظيره ما روي أن أبا سوار الغنوي كان يقرأ : "فحاسوا خلال الديار" بالحاء غير المعجمة ، فقيل له : إنما هو جاسوا ، فقال : حاسوا وجاسوا واحد ، أنا أقول : يجب أن تحمل ذلك على أنه إنما ذكر ذلك تفسيرا للفظ القرآن ، لا على أنه جعله نفس القرآن ؛ إذ لو ذهبنا إلى ما قاله ابن جني لارتفع الاعتماد عن ألفاظ القرآن ، ولجوزنا أن كل أحد عبر عن المعنى بلفظ رآه مطابقا لذلك المعنى ، ثم ربما أصاب في ذلك الاعتقاد ، وربما أخطأ ، وهذا يجر إلى الطعن في القرآن ، فثبت أنه حمل ذلك على ما ذكرناه .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية