الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء فيمن روى حديثا وهو يرى أنه كذب

                                                                                                          2662 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حدث عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين وفي الباب عن علي بن أبي طالب وسمرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وروى شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث وروى الأعمش وابن أبي ليلى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم وكأن حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة عند أهل الحديث أصح قال سألت أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم من حدث عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين قلت له من روى حديثا وهو يعلم أن إسناده خطأ أيخاف أن يكون قد دخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أو إذا روى الناس حديثا مرسلا فأسنده بعضهم أو قلب إسناده يكون قد دخل في هذا الحديث فقال لا إنما معنى هذا الحديث إذا روى الرجل حديثا ولا يعرف لذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أصل فحدث به فأخاف أن يكون قد دخل في هذا الحديث

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) قال النووي : ضبطناه " يرى " بضم الياء والكاذبين بكسر الباء وفتح النون على الجمع وهذا هو المشهور في اللفظين . قال القاضي عياض : الرواية فيه عندنا الكاذبين على الجمع ، ورواه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه المستخرج على صحيح مسلم في حديث سمرة الكاذبين بفتح الياء وكسر النون على التثنية واحتج به على أن الراوي له يشارك البادئ بهذا الكذب ، ثم رواه أبو نعيم من رواية المغيرة الكاذبين أو الكاذبين على الشك في التثنية والجمع ، وذكر بعض الأئمة جواز فتح الياء من " يرى " وهو ظاهر حسن ، فأما من ضم الياء فمعناه يظن وأما من فتحها فظاهر ومعناه وهو يعلم ويجوز أن يكون [ ص: 353 ] بمعنى يظن أيضا ، فقد حكي رأى بمعنى ظن وقيد بذلك لأنه لا يأثم إلا بروايته ما يعلمه أو يظنه كذبا ، أما ما لا يعلمه ولا يظنه فلا إثم عليه في روايته وإن ظنه غيره كذابا أو علمه ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن علي بن أبي طالب وسمرة ) أما حديث علي بن أبي طالب فأخرجه ابن ماجه وأما حديث سمرة فأخرجه مسلم وغيره .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد ومسلم وابن ماجه .

                                                                                                          قوله : ( وروى شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة إلخ ) وصله مسلم في صحيحه قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال أخبرنا وكيع عن شعبة إلخ ( وروى الأعمش وابن أبي ليلى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي إلخ ) وصله ابن ماجه فقال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن الحكم إلخ وقال حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن الحكم إلخ ( سألت عبد الله بن عبد الرحمن أبا محمد ) هو الإمام الدارمي ( أتخاف أن يكون قد دخل في حديث النبي إلخ ) يعني حديث : من حدث عني حديثا وهو يرى إلخ .




                                                                                                          الخدمات العلمية