الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 263 ] وقوله تعالى: أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى

                                                                                                                                                                                                                                      أسكنوهن من حيث سكنتم استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ مما قبله من الحث على التقوى كأنه قيل: كيف نعمل بالتقوى في شأن المعتدات؟ فقيل: أسكنوهن مسكنا من حيث سكنتم أي: بعض مكان سكناكم. وقوله تعالى: من وجدكم أي: من وسعكم أي: مما تطيقونه عطف بيان لقوله من حيث سكنتم وتفسير له. ولا تضاروهن أي: في السكنى. لتضيقوا عليهن وتلتجئوهن إلى الخروج. وإن كن أي: المطلقات. أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فيخرجن من العدة أما المتوفى عنهن أزواجهن فلا نفقة لهن. فإن أرضعن لكم بعد ذلك. فآتوهن أجورهن على الإرضاع. وأتمروا بينكم بمعروف أي: تشاوروا وحقيقته ليأمر بعضكم بعضا بجميل في الإرضاع والأجر ولا يكون من الأب مماسكة ولا من الأم معاسرة. وإن تعاسرتم أي: تضايقتم. فسترضع له أخرى أي: فستوجد ولا تعوز مرضعة أخرى وفيه معاتبة للأم على المعاسرة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية