الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون

                                                                                                                                                                                                [ ص: 389 ] وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا : وكما خلينا ببينك وبين أعدائك ، وكذلك فعلنا بمن قبلك من الأنبياء وأعدائهم ، لم نمنعهم من العدواة ، لما فيه من الامتحان الذي هو سبب ظهور الثبات والصبر ، وكثر الثواب والأجر ، وانتصب : "شياطين" : على البدل من عدوا ، أو على أنهما مفعولان ; كقوله وجعلوا لله شركاء الجن [الأنعام : 100] يوحي بعضهم إلى بعض : يوسوس شياطين الجن إلى شياطين الإنس ، وكذلك بعض الجن إلى بعض ، وبعض الإنس إلى بعض ، وعن مالك بن دينار : إن شيطان الإنس أشد علي من شيطان الجن ; لأني إذا تعوذت بالله ذهب شيطان الجن عني ، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي عيانا زخرف القول : ما يزينه من القول والوسوسة والإغراء على المعاصي ويموهه ، "غرورا" : خدعا وأخذا على غرة ولو شاء ربك ما فعلوه : ما فعلوا ذلك ، أي : ما عادوك ، أو ما أوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول بأن يكفهم ، ولا يخليهم وشأنهم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية