الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير

                                                                                                                                                                                                                                        (38) هذا من لطفه تعالى بعباده لا يمنعه كفر العباد ولا استمرارهم في العناد، من أن يدعوهم إلى طريق الرشاد والهدى، وينهاهم عما يهلكهم من أسباب الغي والردى، فقال: قل للذين كفروا إن ينتهوا عن كفرهم وذلك بالإسلام لله وحده لا شريك له.

                                                                                                                                                                                                                                        يغفر لهم ما قد سلف منهم من الجرائم وإن يعودوا إلى كفرهم وعنادهم فقد مضت سنت الأولين بإهلاك الأمم المكذبة، فلينتظروا ما حل بالمعاندين، فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون، فهذا خطابه للمكذبين.

                                                                                                                                                                                                                                        (39) وأما خطابه للمؤمنين عندما أمرهم بمعاملة الكافرين، فقال: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة أي: شرك وصد عن سبيل الله، ويذعنوا لأحكام الإسلام، [ ص: 619 ] ويكون الدين كله لله فهذا المقصود من القتال والجهاد لأعداء الدين، أن يدفع شرهم عن الدين، وأن يذب عن دين الله الذي خلق الخلق له، حتى يكون هو العالي على سائر الأديان.

                                                                                                                                                                                                                                        فإن انتهوا عن ما هم عليه من الظلم فإن الله بما يعملون بصير لا تخفى عليه منهم خافية.

                                                                                                                                                                                                                                        (40) وإن تولوا عن الطاعة وأوضعوا في الإضاعة فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى الذي يتولى عباده المؤمنين، ويوصل إليهم مصالحهم، وييسر لهم منافعهم الدينية والدنيوية. ونعم النصير الذي ينصرهم، فيدفع عنهم كيد الفجار، وتكالب الأشرار.

                                                                                                                                                                                                                                        ومن كان الله مولاه وناصره فلا خوف عليه، ومن كان الله عليه فلا عز له ولا قائمة له.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية