الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طلق

                                                          طلق : الطلق : طلق المخاض عند الولادة . ابن سيده : الطلق وجع الولادة . وفي حديث ابن عمر : أن رجلا حج بأمه فحملها على عاتقه فسأله : هل قضى حقها ؟ قال : ولا طلقة واحدة ، الطلق : وجع الولادة ، والطلقة : المرة الواحدة ، وقد طلقت المرأة تطلق طلقا ، على ما لم يسم فاعله ، وطلقت ، بضم اللام . ابن الأعرابي : طلقت من الطلاق أجود ، وطلقت بفتح اللام جائز ، ومن الطلق طلقت ، وكلهم يقول : امرأة طالق بغير هاء ، وأما قول الأعشى :


                                                          أيا جارتا بيني ، فإنك طالقة !



                                                          فإن الليث قال : أراد " طالقة غدا " . وقال غيره : قال : " طالقة " على الفعل ؛ لأنها يقال لها : قد طلقت فبني النعت على الفعل ، وطلاق المرأة : بينونتها عن زوجها . وامرأة طالق من نسوة طلق وطالقة من نسوة طوالق ، وأنشد قول الأعشى :

                                                          [ ص: 136 ]

                                                          أجارتنا بيني ، فإنك طالقة !     كذاك أمور الناس غاد وطارقه



                                                          وطلق الرجل امرأته وطلقت هي ، بالفتح ، تطلق طلاقا وطلقت ، الضم أكثر ; عن ثعلب ; طلاقا وأطلقها بعلها وطلقها . وقال الأخفش : لا يقال : طلقت ; بالضم . ورجل مطلاق ومطليق وطليق وطلقة ، على مثال همزة : كثير التطليق للنساء . وفي حديث الحسن : إنك رجل طليق ; أي كثير طلاق النساء ، والأجود أن يقال : مطلاق ، ومطليق ، ومنه حديث علي ، عليه السلام : إن الحسن مطلاق فلا تزوجوه . وطلق البلاد : تركها عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          مراجع نجد بعد فرك وبغضة     مطلق بصرى ، أشعث الرأس جافله



                                                          قال : وقال العقيلي وسأله الكسائي ، فقال : أطلقت امرأتك ؟ فقال : نعم والأرض من ورائها ! وطلقت البلاد : فارقتها . وطلقت القوم : تركتهم ; وأنشد لابن أحمر :


                                                          غطارفة يرون المجد غنما     إذا ما طلق البرم العيالا



                                                          أي تركهم كما يترك الرجل المرأة . وفي حديث عثمان وزيد : الطلاق بالرجال والعدة بالنساء ، هذا متعلق بهؤلاء وهذه متعلقة بهؤلاء ، فالرجل يطلق والمرأة تعتد ، وقيل : أراد أن الطلاق يتعلق بالزوج في حريته ورقه ، وكذلك العدة بالمرأة في الحالتين ، وفيه بين الفقهاء خلاف : فمنهم من يقول : إن الحرة إذا كانت تحت العبد لا تبين إلا بثلاث ، وتبين الأمة تحت الحر باثنتين ، ومنهم من يقول : إن الحرة تبين تحت العبد باثنتين ، ولا تبين الأمة تحت الحر بأقل من ثلاث ، ومنهم من يقول : ; إذا كان الزوج عبدا وهي حرة ، أو بالعكس ، أو كانا عبدين ، فإنها تبين باثنتين ، وأما العدة فإن المرأة إن كانت حرة ; اعتدت للوفاة أربعة أشهر وعشرا ، وبالطلاق ثلاثة أطهار ، أو ثلاث حيض تحت حر كانت أو عبد ، فإن كانت أمة اعتدت شهرين وخمسا ، أو طهرين ، أو حيضتين ، تحت عبد كانت أو حر . وفي حديث عمر والرجل الذي قال لزوجته : أنت خلية طالق ، والطالق من الإبل : التي طلقت في المرعى ، وقيل : هي التي لا قيد عليها ، وكذلك الخلية . وطلاق النساء لمعنيين : أحدهما حل عقدة النكاح ، والآخر بمعنى التخلية والإرسال . ويقال للإنسان إذا عتق ; طليق أي صار حرا . وأطلق الناقة من عقالها وطلقها ، فطلقت : هي بالفتح ، وناقة طلق وطلق : لا عقال عليها ، والجمع أطلاق . وبعير طلق وطلق : بغير قيد . الجوهري : بعير طلق ، بضم الطاء واللام ، أي غير مقيد . وأطلقت الناقة من العقال ، فطلقت . والطالق من الإبل : التي قد طلقت في المرعى . وقال أبو نصر : الطالق التي تنطلق إلى الماء ، ويقال التي لا قيد عليها ، وهي طلق وطالق أيضا ، وطلق أكثر ، وأنشد :


                                                          معقلات العيس أو طوالق



                                                          أي قد طلقت عن العقال فهي طالق لا تحبس عن الإبل . ونعجة طالق : مخلاة ترعى وحدها ، وحبسوه في السجن طلقا ; أي بغير قيد ولا كبل . وأطلقه فهو مطلق وطليق : سرحه ، وأنشد سيبويه :


                                                          طليق الله ، لم يمنن عليه     أبو داود وابن أبي كبير



                                                          والجمع طلقاء ، والطلقاء : الأسراء العتقاء . والطليق : الأسير الذي أطلق عنه إساره ، وخلي سبيله . والطليق : الأسير يطلق ، فعيل بمعنى مفعول ، قال ذو الرمة :


                                                          وتبسم عن نور الأقاحي أقفرت     بوعساء معروف ، تغام وتطلق

                                                          تغام مرة أي تستر ، وتطلق إذا انجلى عنها الغيم ، يعني الأقاحي إذا طلعت الشمس عليها فقد طلقت . وأطلقت الأسير أي خليته . وفي حديث حنين : خرج ومعه الطلقاء ; هم الذين خلى عنهم يوم فتح مكة وأطلقهم فلم يسترقهم ، واحدهم طلق ، وهو الأسير إذا أطلق سبيله . وفي الحديث : الطلقاء من قريش ، والعتقاء من ثقيف ، كأنه ميز قريشا بهذا الاسم ; حيث هو أحسن من العتقاء . والطلقاء : الذين أدخلوا في الإسلام كرها ، حكاه ثعلب ، فإما أن يكون من هذا ، وإما أن يكون من هذا ، وناقة طالق : بلا خطام ، وهي أيضا التي ترسل في الحي ، فترعى من جنابهم حيث شاءت ، لا تعقل إذا راحت ولا تنحى في المسرح ، قال أبو ذؤيب :


                                                          غدت وهي محشوكة طالق



                                                          ونعجة طالق أيضا : من ذلك ، وقيل : هي التي يحتبس الراعي لبنها ; وقيل : هي التي يترك لبنها يوما وليلة ثم يحلب . والطالق من الإبل : هي التي يتركها الراعي لنفسه ، لا يحتلبها على الماء . يقال : استطلق الراعي ناقة لنفسه . والطالق : الناقة يحل عنها عقالها ; قال :


                                                          معقلات العيس أو طوالق

                                                          ، وأنشد ابن بري أيضا لإبراهيم بن هرمة :


                                                          تشلى كبيرتها فتحلب طالقا     ويرمقون صغارها ترميقا



                                                          أبو عمرو : الطلقة النوق التي تحلب في المرعى . ابن الأعرابي : الطالق الناقة ترسل في المرعى . الشيباني : الطالق من النوق التي يتركها بصرارها ، وأنشد للحطيئة :


                                                          أقيموا على المعزى بدار أبيكم     تسوف الشمال بين صبحى وطالق



                                                          قال : الصبحى التي يحلبها في مبركها يصطبحها ، والطالق التي يتركها بصرارها فلا يحلبها في مبركها ، والجمع المطاليق والأطلاق . وقد أطلقت الناقة فطلقت أي حل عقالها ، وقال شمر : سألت ابن الأعرابي عن قوله :


                                                          ساهم الوجه من جديلة     أو نبهان ، أفنى ضراه للإطلاق



                                                          قال : هذا يكون بمعنى الحل والإرسال ، قال :

                                                          وإطلاقه إياها إرسالها على الصيد ، أفناها أي بقتلها . والطالق والمطلاق : الناقة المتوجهة إلى الماء ، طلقت تطلق طلقا وطلوقا وأطلقها ، قال ذو الرمة :

                                                          [ ص: 137 ]

                                                          قرانا وأشتاتا وحاد يسوقها     إلى الماء من حور التنوفة ، مطلق



                                                          وليلة الطلق : الليلة الثانية من ليالي توجهها إلى الماء . وقال ثعلب : إذا كان بين الإبل والماء يومان ; فأول يوم يطلب فيه الماء هو القرب ، والثاني الطلق ، وقيل : ليلة الطلق ; أن يخلي وجوهها إلى الماء ، عبر عن الزمان بالحدث ، قال ابن سيده : ولا يعجبني . أبو عبيد عن أبي زيد : أطلقت الإبل إلى الماء حتى طلقت طلقا وطلوقا ، والاسم الطلق بفتح اللام . وقال الأصمعي : طلقت الإبل فهي تطلق طلقا ، وذلك إذا كان بينها وبين الماء يومان ، فاليوم الأول الطلق ، والثاني القرب ، وقد أطلقها صاحبها إطلاقا ، وقال : إذا خلى وجوه الإبل إلى الماء وتركها في ذلك ترعى ليلتئذ فهي ليلة الطلق ، وإن كانت الليلة الثانية فهي ليلة القرب ، وهو السوق الشديد ، وإذا خلى الرجل عن ناقته قيل : طلقها ، والعير إذا حاز عانته ثم خلى عنها قيل : طلقها ، وإذا استعصت العانة عليه ثم انقدن له قيل : طلقنه ، وأنشد لرؤبة :


                                                          طلقنه فاستورد العداملا



                                                          وأطلق القوم ، فهم مطلقون إذا طلقت إبلهم ، وفي المحكم إذا كانت إبلهم طوالق في طلب الماء ، والطلق : سير الليل لورد الغب ، وهو أن يكون بين الإبل وبين الماء ليلتان ، فالليلة الأولى الطلق يخلي الراعي إبله إلى الماء ويتركها مع ذلك ترعى وهي تسير ، فالإبل بعد التحويز طوالق ، وفي الليلة الثانية قوارب . والإطلاق في القائمة : أن لا يكون فيها وضح ، وقوم يجعلون الإطلاق أن يكون يد ورجل في شق محجلتين ، ويجعلون الإمساك أن يكون يد ورجل ليس بهما تحجيل . وفرس طلق إحدى القوائم ، إذا كانت إحدى قوائمه لا تحجيل فيها . وفي الحديث : خير الحمر الأقرح ، طلق اليد اليمنى أي مطلقها ، ليس فيها تحجيل ، وطلقت يده بالخير طلاقة ، وطلقت وطلقها به يطلقها وأطلقها ، أنشد أحمد بن يحيى :


                                                          أطلق يديك تنفعاك يا رجل !     بالريث ما أرويتها ، لا بالعجل

                                                          . ويروى : أطلق . ويقال : طلق يده وأطلقها في المال والخير بمعنى واحد ; قال ذلك : أبو عبيد ورواه الكسائي في باب فعلت وأفعلت ، ويده مطلوقة ومطلقة . ورجل طلق اليدين والوجه وطليقهما : سمحهما . ووجه طلق وطلق وطلق ، الأخيرتان عن ابن الأعرابي : ضاحك مشرق ، وجمع الطلق طلقات . قال ابن الأعرابي : ولا يقال : أوجه طوالق إلا في الشعر ، وامرأة طلقة اليدين . ووجه طليق كطلق ، والاسم منها والمصدر جميعا الطلاقة . وقد طلق الرجل ، بالضم ، طلاقة فهو طلق وطليق أي مستبشر منبسط الوجه متهلله . ووجه منطلق : كطلق ، وقد انطلق ; قال الأخطل :


                                                          يرون قرى سهلا ودارا رحيبة     ومنطلقا في وجه غير بسور

                                                          ويقال : لقيته منطلق الوجه إذا أسفر ; وأنشد :


                                                          يرعون وسميا وصى نبته     فانطلق الوجه ودق الكشوح

                                                          وفي الحديث : أفضل الإيمان أن تكلم أخاك وأنت طليق ; أي مستبشر منبسط الوجه ، ومنه الحديث : أن تلقاه بوجه طلق . وتطلق الشيء : سر به فبدا ذلك في وجهه . أبو زيد : رجل طليق الوجه ذو بشر حسن ، وطلق الوجه إذا كان سخيا ، ومثله بعير طلق اليدين غير مقيد ، وجمعه أطلاق . الكسائي رجل طلق ، وهو الذي ليس عليه شيء . ويوم طلق بين الطلاقة ، وليلة طلق ، أيضا طلقة : مشرق لا برد فيه ولا حر ولا مطر ولا قر ، وقيل : ولا شيء يؤذي ، وقيل : هو اللين القر من أيام طلقات ، بسكون اللام أيضا ، وقد طلق طلوقة وطلاقة . أبو عمرو : ليلة طلق لا برد فيها ، قال أوس :


                                                          خذلت على ليلة ساهرة     فليست بطلق ولا ساكرة



                                                          وليال طلقات وطوالق . وقال أبو الدقيش : وإنها لطلقة الساعة ، وقال الراعي :


                                                          فلما علته الشمس في يوم طلقة



                                                          يريد يوم ليلة طلقة ليس فيها قر ولا ريح ، يريد يومها الذي بعدها ، والعرب تبدأ بالليل قبل اليوم ، قال الأزهري : وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال في بيت الراعي وبيت آخر أنشده لذي الرمة :


                                                          لها سنة كالشمس في يوم طلقة



                                                          قال : والعرب تضيف الاسم إلى نعته ، قال : وزادوا في الطلق الهاء للمبالغة في الوصف ، كما قالوا : رجل داهية ، قال : ويقال ليلة طلق وليلة طلقة ، أي سهلة طيبة ، لا برد فيها ، وفي صفة ليلة القدر : ليلة سمحة طلقة أي سهلة طيبة . يقال : يوم طلق ، وليلة طلق وطلقة ، إذا لم يكن فيها حر ولا برد يؤذيان ، وقيل ليلة طلق وطلقة وطالقة ساكنة مضيئة ، وقيل : الطوالق الطيبة التي لا حر فيها ولا برد ، قال كثير :


                                                          يرشح نبتا ناضرا ويزينه ندى     وليال بعد ذاك طوالق



                                                          وزعم أبو حنيفة أن واحدة الطوالق طلقة ، وقد غلط لأن فعلة لا تكسر على فواعل إلا أن يشذ شيء . ورجل طلق اللسان وطلق وطلق وطليق : فصيح ، وقد طلق طلوقة وطلوقا ، وفيه أربع لغات : لسان طلق ذلق ، وطليق ذليق وطلق ذلق وطلق ذلق ، ومنه في حديث الرحم : تكلم بلسان طلق ; أي ماضي القول سريع النطق ، وهو طليق اللسان وطلق وطلق ، وهو طليق الوجه وطلق الوجه . وقال ابن الأعرابي : لا يقال : طلق ذلق ، والكسائي يقولهما ، وهو طلق الكف وطليق الكف قريبان من السواء . وقال أبو حاتم : سئل الأصمعي في طلق أو طلق فقال : لا أدري لسان طلق أو طلق ، قال شمر : ويقال طلقت يده ولسانه طلوقة وطلوقا . وقال ابن الأعرابي : يقال : هو طليق وطلق وطالق ومطلق إذا خلي عنه ، قال : والتطليق التخلية والإرسال وحل العقد ، ويكون الإطلاق بمعنى الترك والإرسال ، والطلق الشأو ، وقد أطلق رجله . واستطلقه : استعجله . واستطلق بطنه : مشى . واستطلاق البطن : مشيه ، وتصغيره تطيليق ، وأطلقه الدواء . وفي [ ص: 138 ] الحديث : أن رجلا استطلق بطنه أي كثر خروج ما فيه ، يريد الإسهال . واستطلق الظبي وتطلق : استن في عدوه فمضى ومر لا يلوي على شيء ، وهو تفعل ، والظبي إذا خلى عن قوائمه فمضى لا يلوي على شيء ، قيل : تطلق . قال : والانطلاق سرعة الذهاب في أصل المحنة . ويقال : ما تطلق نفسي لهذا الأمر أي لا تنشرح ولا تستمر ، وهو تطلق تفتعل ، وتصغير الاطلاق طتيليق ، بقلب الطاء تاء لتحرك الطاء الأولى ، كما تقول في تصغير اضطراب ضتيريب ، تقلب الطاء تاء لتحرك الضاد ، والانطلاق : الذهاب . ويقال : انطلق به ، على ما لم يسم فاعله ، كما يقال : انقطع به . وتصغير منطلق مطيلق ، وإن شئت عوضت من النون وقلت مطيليق ، وتصغير الانطلاق نطيليق ؛ لأنك حذفت ألف الوصل لأن أول الاسم يلزم تحريكه بالضم للتحقير ، فتسقط الهمزة لزوال السكون الذي كانت الهمزة اجتلبت له ، فبقي نطلاق ووقعت الألف رابعة فلذلك وجب فيه التعويض ، كما تقول دنينير ؛ لأن حرف اللين إذا كان رابعا ثبت البدل منه فلم يسقط إلا في ضرورة الشعر ، أو يكون بعده ياء ، كقولهم : في جمع أثفية أثاف ، فقس على ذلك . ويقال : عدا الفرس طلقا أو طلقين أي شوطا أو شوطين ، ولم يخصص في التهذيب بفرس ولا غيره . ويقال : تطلقت الخيل إذا مضت طلقا لم تحتبس إلى الغاية ، قال : والطلق الشوط الواحد في جري الخيل . والتطلق أن يبول الفرس بعد الجري ، ومنه قوله :


                                                          فصاد ثلاثا كجزع النظام     لم يتطلق ولم يغسل



                                                          لم يغسل أي لم يعرق . وفي الحديث : فرفعت فرسي طلقا أو طلقين ; هو بالتحريك ، الشوط والغاية التي يجري إليها الفرس . والطلق ، بالتحريك : قيد من أدم ، وفي الصحاح : قيد من جلود ، قال الراجز :


                                                          عود على عود على عود خلق     كأنها والليل يرمي بالغسق
                                                          مشاجب وفلق سقب وطلق



                                                          شبه الرجل بالمشجب ليبسه وقلة لحمه ، وشبه الجمل بفلق سقب ، والسقب خشبة من خشبات البيت ، وشبه الطريق بالطلق وهو قيد من أدم . وفي حديث حنين : ثم انتزع طلقا من حقبه فقيد به الجمل ، الطلق ، بالتحريك : قيد من جلود . والطلق : الحبل الشديد الفتل حتى يقوم ، قال رؤبة :


                                                          محملج أدرج إدراج الطلق



                                                          وفي حديث ابن عباس : الحياء والإيمان مقرونان في طلق ، الطلق هاهنا : حبل مفتول شديد الفتل ، أي هما مجتمعان لا يفترقان كأنهما قد شدا في حبل أو قيد . وطلق البطن : جدته ، والجمع أطلاق ; وأنشد :


                                                          تقاذفن أطلاقا وقارب خطوه     عن الذود تقريب ، وهن حبائبه

                                                          أبو عبيدة : في البطن أطلاق ، واحدها طلق ، متحرك ، وهو طرائق البطن . والمطلق : الملقح من النخل ، وقد أطلق نخله وطلقها إذا كانت طوالا فألقحها . وأطلق خيله في الحلبة وأطلق عدوه إذا سقاه سما . قال : وطلق أعطى ، وطلق إذا تباعد . والطلق ، بالكسر : الحلال ; يقال : هو لك طلقا ، طلق أي حلال . وفي الحديث : الخيل طلق ، يعني أن الرهان على الخيل حلال . يقال : أعطيته من طلق مالي من صفوه وطيبه . وأنت طلق من هذا الأمر أي خارج منه . وطلق السليم ، على ما لم يسم فاعله . رجعت إليه نفسه وسكن وجعه بعد العداد ، فهو مطلق ، قال الشاعر :


                                                          تبيت الهموم الطارقات يعدنني     كما تعتري الأهوال رأس المطلق



                                                          وقال النابغة :


                                                          تناذرها الراقون من سوء سمها     تطلقه طورا ، وطورا تراجع



                                                          والطلق : ضرب من الأدوية ، وقيل : هو نبت تستخرج عصارته فيتطلى به الذين يدخلون في النار . الأصمعي : يقال : لضرب من الدواء أو نبت طلق ، متحرك . وطلق وطلق : اسمان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية