الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ومن ذكى حيوانا فوجد فيه أو في روثه جراد أو حبا أو سمكة في سمكة لم يحرم على الأصح ، ونقل أبو الصقر : الطافي أشد من هذا ، وقد رخص فيه أبو بكر ، وقال عليه السلام { الحل ميتته } وفي عيون المسائل : يحرم جراد في بطن سمك لأنه من صيد البر ، وميتته حرام لا العكس ، لحل ميتة صيد البحر ، ويحرم بول طاهر كروثه ، أباحه القاضي في كتاب الطب ، وذكر رواية في بول الإبل وفاقا لمحمد بن الحسن ، ونقل الجماعة فيه : لا ، وكلامه في الخلاف يدل على حل بوله وروثه ، فإنه احتج بقوله تعالى { قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه } الآية : وبالأخبار الضعيفة { ما أكل لحمه فلا بأس ببوله } . فقيل له : هذا على حال الضرورة على عادة العرب في شرب أبوال الإبل ؟ فقال : يعم سائر الأحوال ، ولأنه معتاد تحلله كاللبن ، وبأنه تبع للحم ، وكذا احتج في الفصول بإباحة شربه كاللبن : ودل على الوصف قصة العرنيين .

                                                                                                          وفي المغني إباحة رجيع سمك ونحوه . [ ص: 321 ] ويحل مذبوح منبوذ بموضع يحل ذبح أكثر أهله ولو جهلت تسمية الذابح . وهل الذبيح إسماعيل ؟ اختاره ابن حامد وابن أبي موسى ، وهو أظهر ؟ قال شيخنا : هو قطعي ، أو إسحاق ، اختاره أبو بكر والقاضي قال ابن الجوزي : نصره أصحابنا فيه روايتان ( م 15 ) .

                                                                                                          [ ص: 321 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 321 ] مسألة 10 ) قوله " وهل الذبيح إسماعيل ؟ اختاره ابن حامد وابن أبي موسى ، وهو أظهر ، قال شيخنا : وهو قطعي أو إسحاق ، اختاره أبو بكر والقاضي قال ابن الجوزي : نصره أصحابنا ، فيه روايتان " ، انتهى . والصواب أنه إسماعيل ، واختاره جماعة الشيخ تقي الدين وابن القيم وغيره ، واستدلوا بأنه إسماعيل من أكثر من عشرين وجها من القرآن والسنة . فهذه عشر مسائل في هذا الباب .




                                                                                                          الخدمات العلمية