الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم

                                                                                                                                                                                                                                      14 - يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم ؛ أي: إن من الأزواج أزواجا يعادين بعولتهن؛ ويخاصمنهم؛ ومن الأولاد أولادا يعادون آباءهم؛ ويعقونهم؛ فاحذروهم ؛ الضمير للعدو؛ أي: للأزواج؛ والأولاد؛ جميعا؛ أي: لما علمتم أن هؤلاء لا يخلون من عدو؛ فكونوا منهم على حذر؛ ولا تأمنوا غوائلهم وشرهم؛ وإن تعفوا ؛ عنهم؛ إذا اطلعتم منهم على عداوة؛ ولم تقابلوهم بمثلها؛ وتصفحوا ؛ تعرضوا عن التوبيخ؛ وتغفروا ؛ تستروا ذنوبهم؛ فإن الله غفور رحيم ؛ يغفر لكم ذنوبكم؛ ويكفر عنكم سيئاتكم؛ قيل: إن ناسا أرادوا الهجرة عن مكة؛ فثبطهم أزواجهم؛ وأولادهم؛ وقالوا: تنطلقون وتضيعوننا؛ فرقوا لهم؛ ووقفوا؛ فلما هاجروا بعد ذلك؛ ورأوا الذين سبقوهم قد فقهوا في الدين؛ [ ص: 494 ] أرادوا أن يعاقبوا أزواجهم؛ وأولادهم؛ فزين لهم العفو .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية