الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب

                                                                                                                                                                                                                                        (50) يقول تعالى: ولو ترى الذين كفروا بآيات الله حين توفاهم الملائكة الموكلون بقبض أرواحهم وقد اشتد بهم القلق وعظم كربهم، و الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم يقولون لهم: أخرجوا أنفسكم، ونفوسهم متمنعة متعصية على الخروج، لعلمها ما أمامها من العذاب الأليم.

                                                                                                                                                                                                                                        ولهذا قال: وذوقوا عذاب الحريق أي: العذاب الشديد المحرق.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 624 ] (51) ذلك العذاب حصل لكم، غير ظلم ولا جور من ربكم، وإنما هو بما قدمت أيديكم من المعاصي التي أثرت لكم ما أثرت.

                                                                                                                                                                                                                                        (52) وهذه سنة الله في الأولين والآخرين، فإن دأب هؤلاء المكذبين أي: سنتهم وما أجرى الله عليهم من الهلاك بذنوبهم.

                                                                                                                                                                                                                                        كدأب آل فرعون والذين من قبلهم من الأمم المكذبة. كفروا بآيات الله فأخذهم الله بالعقاب بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب لا يعجزه أحد يريد أخذه ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية