الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير

                                                                                                                                                                                                                                      3 - وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه ؛ يعني حفصة؛ حديثا ؛ حديث مارية؛ وإمامة الشيخين؛ فلما نبأت به ؛ أفشته إلى عائشة - رضي الله عنها -؛ وأظهره الله عليه ؛ وأطلع النبي - صلى الله عليه وسلم - على إفشائها الحديث؛ على لسان جبريل - عليه السلام -؛ عرف بعضه ؛ أعلم ببعض الحديث؛ وأعرض عن بعض ؛ فلم يخبر به؛ تكرما؛ قال سفيان - رحمه الله -: "ما زال التغافل من فعل الكرام" ؛ "عرف"؛ بالتخفيف؛ "علي"؛ أي: جازى عليه؛ من قولك للمسيء: "لأعرفن لك ذلك"؛ وقيل: المعرف حديث الإمامة؛ والمعرض عنه حديث مارية؛ وروي أنه قال لها: "ألم أقل لك: اكتمي علي؟"؛ قالت: "والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي"؛ فرحا بالكرامة التي خص الله بها أباها؛ فلما نبأها به ؛ نبأ النبي حفصة بما أفشت من السر إلى عائشة - رضي [ ص: 505 ] الله عنهما -؛ قالت ؛ حفصة للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ من أنبأك هذا قال نبأني العليم ؛ بالسرائر؛ الخبير ؛ بالضمائر .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية