الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ؛ يعنى به المشركون؛ الذين تخلفوا عن الهجرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فـ " توفاهم " ؛ إن شئت كان لفظها ماضيا؛ على معنى " إن الذين توفتهم الملائكة " ؛ وذكر الفعل؛ لأنه فعل صحيح؛ ويجوز أن يكون على معنى الاستقبال؛ على معنى " إن الذين تتوفاهم الملائكة " ؛ وحذفت التاء الثانية لاجتماع تاءين؛ وقد شرحنا ذلك فيما تقدم من هذا الكتاب؛ وقوله : ظالمي أنفسهم ؛ نصب على الحال؛ المعنى : " تتوفاهم في حال ظلمهم أنفسهم " ؛ والأصل " ظالمين أنفسهم " ؛ إلا أن النون حذفت استخفافا؛ والمعنى معنى ثبوتها؛ كما قال - جل وعز - هديا بالغ الكعبة ؛ والمعنى معنى ثبوت التنوين؛ معنى " بالغا الكعبة " ؛ وقوله : قالوا فيم كنتم ؛ [ ص: 95 ] هذه الواو لـ " الملائكة " ؛ أي : قال الملائكة للمشركين : فيم كنتم؟ أي : أكنتم في المشركين؛ أم في أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ وهذا سؤال توبيخ؛ قد مر نظراؤه مما قد استقصينا شرحه؛ وقوله : كنا مستضعفين في الأرض ؛ فأعلم الله أنهم كانوا مستضعفين عن الهجرة؛ فقالت لهم الملائكة : ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية