الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بشم ]

                                                          بشم : البشم : تخمة على الدسم ، وربما بشم الفصيل من كثرة شرب اللبن حتى يدقى سلحا فيهلك . يقال : دقي إذا كثر سلحه . ابن سيده : البشم التخمة ، وقيل : هو أن يكثر من الطعام حتى يكربه . يقال : بشمت من الطعام ، بالكسر ، ومنه قول الحسن : وأنت تتجشأ من الشبع بشما ، وأصله في البهائم ، وقد بشم وأبشمه الطعام ; [ ص: 93 ] أنشد ثعلب للحذلمي :


                                                          ولم يجشئ عن طعام يبشمه .



                                                          قال ابن بري : الرجز لأبي محمد الفقعسي ، وقبله :


                                                          ولم تبت حمى به توصمه .



                                                          وبعده :


                                                          كأن سفود حديد معصمه .



                                                          وفي حديث سمرة بن جندب ، وقيل له : إن ابنك لم ينم البارحة بشما ، قال : لو مات ما صليت عليه ، البشم : التخمة عن الدسم ، ورجل بشم ، بالكسر . وبشم الفصيل : دقي من اللبن فكثر سلحه . وبشمت منه بشما أي سئمت . والبشام : شجر طيب الريح والطعم يستاك به . وفي حديث عبادة : خير مال المسلم شاة تأكل من ورق القتاد والبشام . وفي حديث عمرو بن دينار : لا بأس بنزع السواك من البشامة . وفي حديث عتبة بن غزوان : ما لنا طعام إلا ورق البشام ، قال أبو حنيفة : البشام يدق ورقه ويخلط بالحناء للتسويد . وقال مرة : البشام شجر ذو ساق وأفنان وورق صغار أكبر من ورق الصعتر ولا ثمر له ، وإذا قطعت ورقته أو قصف غصنه هريق لبنا أبيض ، واحدته بشامة ، قال جرير :


                                                          أتذكر يوم تصقل عارضيها     بفرع بشامة ، سقي البشام .



                                                          يعني أنها أشارت بسواكها ، فكان ذلك وداعها ولم تتكلم خيفة الرقباء ، وصدر هذا البيت في التهذيب :


                                                          أتذكر إذ تودعنا سليمى .



                                                          وبشامة : اسم رجل سمي بذلك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية