الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون

                                                                                                                                                                                                وإنه لفسق : الضمير راجع إلى مصدر الفعل الذي دخل عليه حرف النهي ، يعني : وإن الأكل منه لفسق ، أو إلى الموصول على : وإن أكله لفسق ، أو جعل ما لم يذكر اسم الله عليه في نفسه فسقا .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : قد ذهب جماعة من المجتهدين إلى جواز أكل ما لم يذكر اسم الله عليه [ ص: 392 ] بنسيان أو عمد .

                                                                                                                                                                                                قلت : قد تأوله هؤلاء بالميتة ، وبما ذكر غير اسم الله عليه ; كقوله : أو فسقا أهل لغير الله به [الأنعام : 145] ليوحون : ليسوسون إلى أوليائهم : من المشركين ليجادلوكم : بقولهم : ولا تأكلوا مما قتله الله ، وبهذا يرجع تأويل من تأوله بالميتة إنكم لمشركون : لأن من اتبع غير الله - تعالى - في دينه ، فقد أشرك به ، ومن حق ذي البصيرة في دينه أن لا يأكل مما لم يذكر اسم الله عليه كيفما كان ، لما يرى في الآية من التشديد العظيم ، وإن كان أبو حنيفة - رحمه الله - مرخصا في النسيان دون العمد ، ومالك ، والشافعي ، رحمهما الله فيهما .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية