الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
42 - باب فرش حروف سورة إبراهيم عليه السلام


1 - وفي الخفض في الله الذي الرفع عم خا لق امدده واكسر وارفع القاف شلشلا

[ ص: 302 ]      2 - وفي النور واخفض كل فيها والأرض ها
هنا مصرخي اكسر لحمزة مجملا      3 - كها وصل أو للساكنين وقطرب
حكاها مع الفراء مع ولد العلا



قرأ نافع وابن عامر إلى صراط العزيز الحميد الله برفع خفض الهاء في لفظ الجلالة سواء ابتدآ به أم وصلاه بما قبله، فتكون قراءة الباقين بخفض الهاء، وقرأ حمزة والكسائي: ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق في هذه السورة، والله خلق كل دابة من ماء في سورة النور، بمد الخاء أي إثبات ألف بعدها وكسر اللام ورفع القاف وخفض (والأرض) هنا، و(كل) في النور، فتكون قراءة الباقين بقصر الخاء، أي حذف الألف بعدها وفتح اللام والقاف ونصب (الأرض) هنا، (وكل) في سورة النور، وقرأ حمزة: بمصرخي بكسر الياء المشددة، وقرأ غيره بفتحها. وقوله (مجملا) حال من فاعل (اكسر) أي اكسرها حال كونك آتيا بالقول الجميل والتعليل الحسن في قراءتها، وقد ذكر الناظم لقراءة حمزة توجيهين:

الأول: أن هذه الياء كهاء الوصل أي الضمير، وهاء الضمير تكسر بعد الكسر نحو (به) أو الياء الساكنة نحو (عليه) ووجه المشابهة: أن الياء ضمير كالهاء كلاهما على حرف واحد، وقد وقع قبل الياء هنا ياء ساكنة فكسرت كما تكسر الهاء في (عليه)، ومعنى المصرخ: المغيث وأصل بمصرخي، مصرخيني، حذفت النون للإضافة، فالتقت الياء التي هي علامة الجمع مع ياء الإضافة وأدغمت فيها، وكسرت ياء الإضافة لوقوعها بعد ساكن، وهذا معنى قوله (كها وصل).

الوجه الثاني: أن يكون كسرها لالتقاء الساكنين وذلك بأن تقدر ياء الإضافة ساكنة، وقبلها ياء الإعراب ساكنة، فكسرت ياء الإضافة على ما هو الأصل في التخلص من التقاء الساكنين، وهذا معنى قول الناظم (أو للساكنين) قالوا: وهي لغة بني يربوع، حكاها عنهم قطرب والفراء وأبو عمرو بن العلاء:


4 - وضم كفا حصن يضلوا يضل عن     وأفئدة باليا بخلف له ولا



قرأ ابن عامر ونافع والكوفيون بضم الياء في: ليضلوا عن سبيله هنا، ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله في الحج، ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله [ ص: 303 ] في لقمان، وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله بالزمر، فتكون قراءة ابن كثير وأبي عمرو بفتح الياء في الأربعة، وقرأ هشام بخلف عنه بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة المكسورة في لفظ (أفئدة) في قوله: فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ، وقرأ الباقون بحذف هذه الياء وهو الوجه الثاني لهشام.


5 - وفي لتزول الفتح وارفعه راشدا     وما كان لي إني عبادي خذ ملا



قرأ الكسائي: لتزول منه الجبال بفتح اللام الأولى ورفع الثانية، وقرأ غيره بكسر الأولى ونصب الثانية.

وفي هذه السورة من ياءات الإضافة: وما كان لي عليكم من سلطان ، إني أسكنت ، قل لعبادي الذين آمنوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية