الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذا جاءهم أمر من الأمن [ 83 ]

                                                                                                                                                                                                                                        في " إذا " معنى الشرط ، ولا يجازى بها . والمعنى : أنهم إذا سمعوا شيئا من الأمور فيه أمن ، نحو ظفر المسلمين وقتل عدوهم ، أو الخوف وهو ضد هذا ؛ أذاعوا به أي أظهروه وتحدثوا به من قبل أن يقفوا على حقيقته ، فنهوا عن ذلك لما يلحقهم من الكذب والإرجاف ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم وهم الأمراء لعلمه الذين يستنبطونه منهم أي يستخرجونه بالمسألة ، وهذا مشتق من النبط وهو أول ما يخرج من ماء البئر أول ما يحفر ، وسمي النبط نبطا لأنهم يستخرجون ما في الأرض . ولولا فضل الله عليكم ورحمته رفع بالابتداء عند سيبويه ، ولا يجوز أن يظهر الخبر عنده ، والكوفيون يقولون : رفع بلولا . لاتبعتم الشيطان إلا قليلا في هذه الآية ثلاثة أقوال : قال أبو عبيد : التقدير : أذاعوا به إلا قليلا . وهذا قول جماعة من النحويين ، قالوا : لأن الأكثر من المستنبطين لا يعلمون . وقال أبو إسحاق : بل التقدير : لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلا ؛ لأن هذا الاستنباط الأكثر يعرفه لأنه استعلام بخبر ، وهذان قولان على المجاز . وقول ثالث بغير [ ص: 476 ] مجاز يكون المعنى : ولولا فضل الله عليكم ورحمته بأن بعث فيكم رسولا أقام فيكم الحجة لكفرتم وأشركتم إلا قليلا منكم ، أي إنه كان يوحد .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية