الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين

                                                                                                                                                                                                                                      17 - إنا بلوناهم ؛ امتحنا أهل مكة بالقحط؛ والجوع؛ حتى أكلوا الجيف والرمم؛ بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث قال: " اللهم اشدد وطأتك على مضر؛ واجعلها سنين كسني يوسف" ؛ كما بلونا أصحاب الجنة ؛ هم قوم من أهل الصلاة؛ كانت لأبيهم هذه الجنة بقرية يقال لها: ذروان؛ وكانت على فرسخين من صنعاء؛ وكان يأخذ منها قوت سنة؛ ويتصدق بالباقي على الفقراء؛ فلما مات قال بنوه: إن فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر؛ ونحن أولو عيال؛ فحلفوا ليصرمنها مصبحين؛ في السدف؛ خفية من المساكين؛ ولم يستثنوا في يمينهم؛ فأحرق الله جنتهم؛ وقال الحسن : كانوا كفارا؛ والجمهور على الأول؛ إذ أقسموا ؛ حلفوا؛ ليصرمنها ؛ ليقطعن ثمرها؛ مصبحين ؛ داخلين في الصبح؛ قبل انتشار الفقراء؛ حال من فاعل "ليصرمنها" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية