الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          [ ص: 937 ] قوله تعالى: ولكل جعلنا موالي آية : 33

                                          5233 - حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أسامة ، قال إدريس الأودي: أخبرني طلحة بن مصرف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله: ولكل جعلنا موالي قال: ورثة.

                                          5234 - حدثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون قال: الموالي: العصبة يعني الورثة وروي عن مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وأبي صالح ، وقتادة ، وزيد بن أسلم ، والسدي ، والضحاك ، ومقاتل بن حيان نحو ذلك.

                                          قوله تعالى: مما ترك الوالدان والأقربون

                                          5235 - حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قوله: مما ترك الوالدان والأقربون يعني: من الميراث.

                                          قوله تعالى: والذين عقدت أيمانكم

                                          5236 - حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أسامة ، قال إدريس الأودي، أخبرني طلحة بن مصرف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله: والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم قال: كان المهاجرون حين قدموا المدينة يورث الأنصاري دون ذوي رحمه بالأخوة التي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، فلما نزلت هذه الآية: ولكل جعلنا موالي نسخت ثم قال: والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم

                                          5237 - حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، وعثمان بن عطاء ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال: والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم وكان الرجل قبل الإسلام يعاقد الرجل يقول: ترثني وأرثك، وكان الأحباء يتحالفون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل حلف كان في الجاهلية أو عقد أدركه الإسلام، فلا يزيده الإسلام إلا شدة، ولا عقد ولا حلف عن الإسلام. ، فنسختها هذه [ ص: 938 ] الآية: وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وروي عن سعيد بن المسيب ، ومجاهد ، والحسن وعطاء ، وسعيد بن جبير ، وأبي صالح ، والشعبي ، وسليمان بن يسار ، وعكرمة ، والسدي ، والضحاك ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان قالوا: هم الحلفاء.

                                          والوجه الثاني:

                                          5238 - حدثنا أبي، ثنا أبو الأصبغ الحراني، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق ، عن داود بن حصين ، قال: كنت أقرأ على أم سعد بن الربيع مع ابنها موسى بن سعد ، وكانت يتيمة في حجر أبي بكر ، فقرأت عليها: والذين عاقدت أيمانكم فقالت: لا ولكن والذين عقدت أيمانكم قالت: إنما أنزلت في أبي بكر وابنه عبد الرحمن حين أبى أن يسلم، فحلف أبو بكر ألا يورثه فلما أسلم حين حمل على الإسلام بالسيف، أمره الله أن يؤتيه نصيبه.

                                          قوله تعالى: فآتوهم نصيبهم

                                          5239 - حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أسامة ، قال إدريس الأودي : أخبرني طلحة بن مصرف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : فآتوهم نصيبهم قال: من النصر والنصيحة والرفادة، ويوصى لهم، وقد ذهب الميراث.

                                          5240 - حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : فآتوهم نصيبهم قال: من النصر والمشورة والعقل.

                                          5241 - حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا إسحاق بن سليمان أبو يحيى الرازي، عن حصين ، عن أبي مالك : والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم قال: هو حليف القوم، يقول: أشهدوه أمركم ومشورتكم.

                                          [ ص: 939 ] والوجه الثاني:

                                          5242 - حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن عمران ، ثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأ إسرائيل ، عن السدي ، عن أبي مالك ، في قوله: والذين عقدت أيمانكم الآية. قال: كان الرجل في الجاهلية يأتي القوم، فيعقدون له أنه رجل منهم إن كان ضرا أو نفعا أو دما، فإنه فيهم مثلهم، ويأخذوا له من أنفسهم مثل الذي يأخذون منه، قال: فكانوا إذا كان قتال قالوا: يا فلان: أنت منا فانصرنا، قالوا: وإن كانت منفعة قالوا: أعطنا أنت منا، ولم ينصروه كنصرة بعضهم بعضا إن استنصروه، وإن نزل به أمر أعطاه بعضهم ومنعه بعضهم، ولم يعطوه مثل الذي يأخذون منه، قال: فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه وتحرجوا من ذلك، وقالوا: قد عاقدناهم في الجاهلية، فأنزل الله تعالى: والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم قال: أعطوهم مثل الذي تأخذون منهم.

                                          والوجه الثالث:

                                          5243 - حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني عبد الله بن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قوله: فآتوهم نصيبهم من الميراث.

                                          قوله تعالى: إن الله كان على كل شيء شهيدا

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية