الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 309 ] 524 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : قفلة كغزوة

3261 - حدثنا عبد الملك بن مروان الرقي ، قال : حدثنا حجاج بن محمد ، عن الليث بن سعد ، قال : حدثني حيوة بن شريح الكندي ، عن شفي الأصبحي ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : قفلة كغزوة .

هكذا حدثناه عبد الملك ولم يذكر فيه بين حيوة وبين شفي أحدا .

3262 - وأما إسماعيل بن إسحاق الكوفي فحدثناه قال : حدثنا محمد بن رمح ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن حيوة بن شريح ، عن ابن شفي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله .

[ ص: 310 ] قال أبو جعفر : وابن شفي هذا : هو حسين بن شفي ،

كما حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي ، وفهد ، قالا : حدثنا سعيد بن كثير بن عفير ، [ ص: 311 ] قال : حدثنا نافع بن يزيد ، عن حيوة بن شريح ، عن حسين بن شفي ، عن أبيه ، قال : في الجنة نهر زيت .

قال أبو جعفر : وشفي : هو ابن ماتع ، سمعت يحيى بن عثمان يقول : كان شفي ابن امرأة تبيع ، وكان تبيع ابن امرأة كعب .

فتأملنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : قفلة كغزوة ، فوجدناه محتملا أن يكون موصولا بكلام قد تقدمه لم يحضره عبد الله بن عمرو من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو - والله أعلم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قوم قفلوا - لخوفهم أن يكر عليهم من عدوهم من هو أكثر عددا منهم - إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم ليزيد في عددهم ما يقوون به على قتال عدوهم ، ثم يكرون على عدوهم غازين له وكان ذلك فرضهم ، وكان عبد الله بن عمرو فيما فاته من ذلك وفيما أدركه منه كالذي حدثت عنه عائشة رضي الله عنها أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الشؤم في ثلاث ؛ في المرأة والفرس والدار ، فطارت شقة منها في السماء ، وشقة في الأرض ، وقالت : والله ما هكذا قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما قال : أهل الجاهلية كانوا يقولون ذلك .

وكزيد بن ثابت لما بلغه عن رافع بن خديج رضي الله عنه من [ ص: 312 ] ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن المزارعة ، قال : أنا أعلم بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها من رافع ، وإنما اختصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم فيها ، فقال : إن كان هذا شأنكم ، فلا تكروا المزارع ، فسمع رافع قوله : لا تكروا المزارع ، ولم يسمع ما كان منه قبل ذلك ، وقد ذكرنا حديث عائشة وحديث زيد بن ثابت فيما تقدم منا في كتابنا هذا ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية