الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان قال لي قيصر سألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فزعمت ضعفاءهم وهم أتباع الرسل
2739 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16980محمد بن طلحة عن nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة عن nindex.php?page=showalam&ids=17092مصعب بن سعد nindex.php?page=hadith&LINKID=652681قال رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلا على من دونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=33412هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم
[ ص: 104 ]
[ ص: 104 ] قوله : ( باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب ) أي ببركتهم ودعائهم .
قوله : ( وقال ابن عباس أخبرني أبو سفيان ) أي ابن حرب فذكر طرفا من الحديث الطويل وقد تقدم موصولا في بدء الوحي ، والغرض منه قوله في الضعفاء : وهم أتباع الرسل " وطريق الاحتجاج به حكاية ابن عباس ذلك وتقريره له . ثم ذكر في الباب حديثين :
الأول قوله : ( حدثنا محمد بن طلحة ) أي أبو مصرف .
وقوله : ( عن طلحة ) أي ابن مصرف وهو والد محمد بن طلحة الراوي عنه و " مصعب بن سعد " أي ابن أبي وقاص وقوله : ( رأى nindex.php?page=showalam&ids=37سعد ) أي ابن أبي وقاص وهو والد مصعب الراوي عنه . ثم إن صورة هذا السياق مرسل لأن مصعبا يدرك زمان هذا القول ، لكن هو محمول على أنه سمع ذلك من أبيه ، وقد وقع التصريح عن مصعب بالرواية له عن أبيه عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي فأخرجه من طريق معاذ بن هانئ حدثنا محمد بن طلحة فقال فيه : عن مصعب بن سعد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر المرفوع دون ما في أوله ، وكذا أخرجه هو nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق مسعر عن طلحة بن مصرف عن مصعب عن أبيه ولفظه " أنه ظن أن له فضلا على من دونه " الحديث ، ورواه عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن أبيه مرفوعا أيضا لكنه اختصره ولفظه " nindex.php?page=hadith&LINKID=888490ينصر المسلمون بدعاء المستضعفين " أخرجه أبو نعيم في ترجمته في " الحلية " من رواية عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدالاني عن عمرو بن مرة وقال : غريب من حديث عمرو تفرد به عبد السلام .
قوله : ( رأى ) أي ظن وهي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي .
قوله : ( على من دونه ) زاد nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي بسبب شجاعته ونحو ذلك .
قوله : ( هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=hadith&LINKID=888491 " إنما نصر الله هذه الأمة بضعفتهم بدعواتهم وصلاتهم وإخلاصهم " وله شاهد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء عند أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=888492 " إنما تنصرون [ ص: 105 ] وترزقون بضعفائكم " قال ابن بطال : تأويل الحديث أن الضعفاء أشد إخلاصا في الدعاء وأكثر خشوعا في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا ، وقال المهلب : أراد صلى الله عليه وسلم بذلك حض سعد على التواضع ونفي الزهو على غيره وترك احتقار المسلم في كل حالة ، وقد روى عبد الرزاق من طريق مكحول في قصة سعد هذه زيادة مع إرسالها فقال : قال سعد يا رسول الله أرأيت رجلا يكون حامية القوم ويدفع عن أصحابه أيكون نصيبه كنصيب غيره " ؟ فذكر الحديث ، وعلى هذا فالمراد بالفضل إرادة الزيادة من الغنيمة ، فأعلمه صلى الله عليه وسلم أن سهام القاتلة سواء فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه ، وبهذا يظهر السر في تعقيب المصنف له بحديث أبي سعيد الثاني .