الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2184 - ذكر إسلام العباس رضي الله عنه واختلاف الروايات في وقت إسلامه

                                                                                            2185 - العبرة بموت أبي لهب ودفنه

                                                                                            5454 - حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، من أصل كتابه ، ثنا أبو عمران موسى بن هارون الحافظ ، ثنا إسحاق بن راهويه ، وحدثني محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا أبو سعيد محمد بن شاذان ، وإبراهيم بن أبي طالب ، ومحمد بن نعيم ، قالوا : ثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنا وهب بن جرير ، قال : حدثني [ ص: 384 ] أبي ، قال : سمعت محمد بن إسحاق يقول : حدثني حسين بن عبد الله ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب ، وكنت قد أسلمت ، وأسلمت أم الفضل ، وأسلم العباس ، وكان يكتم إسلامه مخافة قومه ، وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر ، وبعث مكانه العاص بن هشام ، وكان له عليه دين ، فقال له : اكفني هذا الغزو ، وأترك لك ما عليك ، ففعل ، فلما جاء الخبر ، وكبت الله أبا لهب ، وكنت رجلا ضعيفا أنحت هذه الأقداح في حجرة ، فوالله إني لجالس في الحجرة أنحت أقداحي ، وعندي أم الفضل إذ الفاسق أبو لهب يجر رجليه أراه ، قال : عند طنب الحجرة وكان ظهره إلى ظهري ، فقال الناس : هذا أبو سفيان بن الحارث ، فقال أبو لهب : هلم إلي يا ابن أخي ، فجاء أبو سفيان حتى جلس عنده ، فجاء الناس ، فقاموا عليهما ، فقال : يا ابن أخي ، كيف كان أمر الناس ؟ فقال : لا شيء ، فوالله إن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا ، ويأسروننا كيف شاءوا ، وايم الله ما لمت الناس ، قال : ولم ، قال : رأيت رجالا بيضا على خيل بلق لا والله ما تليق شيئا ، ولا يقوم لها شيء ، قال : فرفعت طنب الحجرة ، فقلت : والله تلك الملائكة ، فرفع أبو لهب يده ، فضرب وجهي وثاورته ، فاحتملني فضرب بي الأرض حتى برك على صدري ، فقامت أم الفضل فاحتجزت ، ورفعت عمودا من عمد الحجرة فضربته به ، فعلقت في رأسه شجة منكرة ، وقالت : يا عدو الله ، استضعفته ، إن رأيت سيده غائبا عنه فقام ذليلا ، فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى ضربه الله بالعدسة فقتلته فلقد تركه ابناه ليلتين أو ثلاثة ما يدفنانه حتى أنتن ، فقال رجل من قريش لابنيه : ألا تستحيان إن أباكما قد أنتن في بيته ؟ فقالا : إنا نخشى هذه القرحة ، وكانت قريش تتقي العدسة كما تتقي الطاعون ، فقال رجل : انطلقا فأنا معكما ، قال : فوالله ما غسلوه إلا قذفا بالماء عليه من بعيد ، ثم احتملوه فقذفوه في أعلى مكة إلى جدار ، وقذفوا عليه الحجارة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية