الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية السادسة والعشرون قوله تعالى : { ولكل وجهة هو موليها }

                                                                                                                                                                                                              وهي مشكلة ، لباب الكلام فيها في مسألتين : المسألة الأولى : أن الوجهة هي هيئة التوجه كالقعدة بكسر القاف : هيئة القعود ، والجلسة : هيئة الجلوس ، وفي المراد بها ثلاثة أقوال : الأول : أن المراد بذلك أهل الأديان ; المعنى لأهل كل ملة حالة في التوجه إلى القبلة ; روي عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أن المعنى لكل وجهة في الصلاة إلى بيت المقدس ، وفي الصلاة إلى الكعبة ; قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : أن المراد به جميع المسلمين ، أي لأهل كل جهة من الآفاق وجهة ممن [ ص: 66 ] بمكة وممن بعد ، ليس بعضها مقدما على البعض في الصواب ; لأن الله تعالى هو الذي ولى جميعها وشرع جملتها ، وهي وإن كانت متعارضة في الظاهر والمعاينة ، فإنها متفقة في القصد وامتثال الأمر .

                                                                                                                                                                                                              وقرئ : هو مولاها ، يعني المصلي ; التقدير : المصلي هو موجه نحوها ، وكذلك قبل في قراءة من قرأ هو موليها ; إن المعنى أيضا أن المصلي هو متوجه نحوها ; والأول أصح في النظر ، وأشهر في القراءة والخبر .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية